الجمعة، 9 سبتمبر 2016

عبير النَّفحات في خصائص يوم عَرَفات

عبير النَّفحات في خصائص يوم عَرَفات
بقلم: عبد الله بن محمَّد سعيد الحسيني

الحمد لله وكفى، والصَّلاة والسَّلام على المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتفى، أمَّا بعد:
فقد خصَّ الله سبحانه وتعالى يوم عرفة بفضائل وخصائص عديدة ميَّزَتُهُ عن سائر أيَّام عشر ذي الحجَّة الفاضلة، من أهمِّها:
أولًا: أنَّ الله تعالى أقسم بيوم عرفة في كتابه الكريم، وسمَّاه بالمشهود والوتر، فقال عز وجل: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) [البروج:3]، وقال سبحانه: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) [الفجر:3]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (اليَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ) (1)، وعن جابر رضي الله عنه عن النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ)  (2)، وما أقسم به إلَّا لعظيم شرفه وفضله ومكانته.
ثانيًا: أنَّه يوم إكمال الدِّين وإتمام النِّعمة، فعن طارق بن شهاب قال: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ الْيَهُودِ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3]، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ (3).
ثالثًا: أنَّه من أفضل الأيَّام عند الله، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ) (4).
رابعًا: أنَّه يوم العفو والغفران، ويكثر فيه العتق من النِّيران، فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟) (5)، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (مَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعثًا غُبرًا ضَاحينَ جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَكْثَرُ عِتْقًا مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ) (4)
خامسًا: أنَّ خير الدُّعاء وأفضله هو دعاء هذا اليوم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (خَيْرُ الدُّعَاءِ - وفي رواية: أَفْضَلُ الدُّعَاءِ (6) - دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (7)، وقد ثَبَتَ عن ابن عبَّاس وعمرو بن حريث رضي الله عنهما وجماعة من أئمَّة السَّلف أنَّهم كانوا يقصدون مساجد البلد بعد عصر يوم عرفة للدُّعاء والذِّكر والعبادة إلى غروب الشَّمس؛ تعرُّضًا لنفحات الله تعالى، واغتنامًا لفضائل هذا اليوم (8)
سادسًا: أنَّ الوقوف بعرفة ركن الحجِّ الأعظم ولا يتمُّ إلَّا به، فعن عبد الرَّحمن بن يعمر الدِّيلي رضي الله عنه عن النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنَّه قال: (الحَجُّ عَرَفَةُ)، وفي لفظ: (الحَجُّ الحَجُّ يَومُ عَرَفَةَ) (9).
سابعًا: أنَّ الله تعالى يباهي بأهل عرفات الملائكة، فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟) (5)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان يقول: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا) (10)، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (أَمَّا وُقُوفُكَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: هَؤُلَاءِ عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَيَخَافُونَ عَذَابِي، وَلَمْ يَرَوْنِي، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي فَلَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ، أَوْ مِثْلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَوْ مِثْلُ قَطْرِ السَّمَاءِ ذُنُوبًا غَسَلَهَا اللهُ عَنْكَ) (11).
ثامنًا: أنَّه يوم عيد لأهل الموسم، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ هُنَّ عِيدُنا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، هُنَّ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ) (12)، لذلك ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاجِّ؛ لأنَّه عيدٌ بالنِّسبة إليه، وحتَّى يكون أقوى على الذِّكر والدُّعاء والوقوف (13).
تاسعًا: أنَّ صيام هذا اليوم يكفِّر ذنوب سنتين الماضية والباقية، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)، وفي لفظ: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ) (14) ، وقالت أمُّ المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها: (مَا مِنْ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ أَصُومُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ) (15)، لذلك اتَّفق الفقهاء على استحباب صومه لغير الحاجِّ (13)، وإنَّما كان صوم عرفة يكفِّر سنتين، وعاشوراء يكفِّر سنة؛ لأنَّ عرفة يومٌ مُحمَّدِيٌّ، وعاشوراء يومٌ مُوسَوِيٌّ، ونبيُّنا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أفضل الأنبياء والرُّسل صلوات الله وسلامه عليهم، فكان يومه بسنتين (16).
عاشرًا: أنَّه مَا رُئي الشَّيطان يومًا، هو فيه أصغرُ، ولا أدحرُ، ولا أحقرُ، ولا أغيظُ منه في يوم عرفة إلَّا ما رأى يوم بدر، فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: (مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلاَ أَدْحَرُ، وَلاَ أَحْقَرُ، وَلاَ أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ)، قِيلَ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلاَئِكَةَ) (17).
تلك عشرةٌ كاملةٌ، فاغتنم ما في هذا اليوم من السَّاعات، وتقرَّب فيها إلى مولاك بما فيها من وظائف الطَّاعات، فعسى أن تُصيبك نفحة من تلك النَّفحات، فتسعد بها سعادةً تأمن بعدها من النَّار، وما فيها من اللَّفحات.
وأختمُ بفائدةٍ جليلةٍ ذكرها الإمام النَّووي رحمه الله تعالى حول أهميَّة الإكثار من الذِّكر والدُّعاء في يوم عرفة وصفته، فقال ما نصُّه (18):
(فصلٌ في الأذكار والدَّعوات المستحَّبات بعرفات.
قد قدَّمنا في أذكار العيد حديث النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (خَيْرُ الدُّعاءِ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ ما قُلْتُ أنا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلّ شيء قَدِيرٌ).
فيُستحبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر، والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفضلُ أيَّام السَّنة للدُّعاء، وهو مُعظم الحجّ، ومقصودُه والمُعوَّلُ عليه.
فينبغي أن يستفرغَ الإِنسانُ وُسعَهُ في الذِّكر، والدُّعاء، وفي قراءة القرآن، وأن يدعُوَ بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعُوَ ويَذكُر في كلِّ مكانٍ، ويدعُو مُنفردًا، ومع جماعةٍ، ويدعُوَ لنفسه، ووالدَيه، وأقاربه، ومشايخه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه، وجميع المسلمين.
وليحذَر كُلَّ الحذرِ من التَّقصير في ذلك كُلِّه، فإنَّ هذا اليوم لا يُمكنُ تَدَاركُهُ، بخلاف غيره.
ولا يتكلَّفُ السَّجعَ في الدُّعاء، فإنَّه يُشغل القلبَ، ويُذهبُ الانكسار، والخضوعَ، والافتقار، والمسكنة، والذِّلَّة، والخشوع.
ولا بأس بأن يدعُوَ بدعواتٍ محفوظةٍ معه له أو لغيره مسجوعةٍ إذا لم يشتغل بتكلِّف ترتيبها ومراعاة إعرابها.
والسُّنَّة أن يخفضَ صوتَه بالدُّعاء، ويُكثِرَ من الاستغفار والتلفُّظ بالتَّوبة من جميع المخالفات، مع الاعتقاد بالقلب، ويُلحَّ في الدُّعاء، ويكرِّره، ولا يستبطئ الإِجابة، ويفتتح دعاءَهُ ويختِمَهُ بالحمد لله تعالى، والثَّناء عليه سبحانه وتعالى، والصَّلاة والتَّسليم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وليختمه بذلك، وليحرِص على أن يكون مستقبلَ الكعبة، وعلى طهارة) ا.هـ
نسخة خطِّيَّة نفيسة للأذكار بخطِّ تلميذه داود ابن العطَّار المنقولة عن نسخة أخيه العلاء علي ابن العطَّار التي قابلها مع المصنِّف ونسخته وسمعها عليه

    أسأل الله تعالى أن يوفِّقني وإيَّاكم لإدراك خصائص هذا اليوم المبارك وفضائله، وأن يتقبَّل منَّا ومنكم صالح أعمالنا، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
والحمد لله رب العالمين.

========
(1) رواه الترمذي في السنن (3339)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (8201)، وانظر: تفسير القرآن العظيم (8/366) لابن كثير. 
(2) رواه أحمد في المسند (14511)، والنسائي في السنن الكبرى (4086)، (11607)، (11608)، وحسَّنه ابن رجب في لطائف المعارف (ص 268)، وانظر: تفسير القرآن العظيم (8/391) لابن كثير.
(3) متفق عليه: رواه البخاري في الصحيح (45)، ومسلم في الصحيح (3017).
(4) رواه ابن حبان في الصحيح (3853)، وصحَّحه شعيب الأرناؤوط.
(5) رواه مسلم في الصحيح (1348).
(6) رواه مالك في الموطأ (246) بسند مرسل صحيح، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (1102).
(7) رواه الترمذي في السنن (3585)، وقال: حديث حسن غريب، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (3274).
(9) رواه أحمد في المسند (18774)، وابن ماجه في السنن (3015)، وأبو داود في السنن (1949)، والترمذي في السنن (2975) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن (3016)، وغيرهم، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (3172).
(10) رواه أحمد في المسند (7089)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1868).
(11) رواه الطبراني في المعجم الكبير (13566)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (1360).
(12) رواه أحمد في المسند (17379)، وأبو داود في السنن (2419)، والترمذي في السنن (773) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن (3004)، وغيرهم، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (8192).
(13) حاشية ابن عابدين (2/375)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (1/515)، وتحفة المحتاج في شرح المنهاج (3/454-455)، وكشف القناع عن متن الإقناع (2/338-340)، والموسوعة الفقهية الكويتية (28/90) و (30/118) و(45/330-331).
(14) رواه مسلم في الصحيح (1162).
(15) رواه ابن الجعد في المسند (512)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/341)، والطبري في تهذيب الآثار في مسند عمر بن الخطاب (1/365)، والبيهقي في شعب الإيمان (3485)، وفضائل الأوقات (187) بإسناد صحيح.
(16) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص 420)، والتوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب (2/458)، ومواهب الجليل في شرح مختصر خليل (3/177)، والنجم الوهاج في شرح المنهاج (3/355)، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (2/183)، وبدائع الفوائد (4/1667)، وإرشاد أولي النهى (1/469).
(17) رواه مالك في الموطأ (245) بإسناد مرسل صحيح.
(18) الأذكار من كلام سيِّد الأبرار (ص 333-334).

الخميس، 30 يونيو 2016

نيل المعالي في أرجى اللَّيالي

نيل المعالي في أرجى اللَّيالي
بقلم : عبد الله الحسيني
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتفى، وبعد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم (1) إلى أنَّ ليلة سبع وعشرين هي أرجى اللَّيالي وآكدها وأقربها التي تُطلب فيها ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وقد دلَّت أكثر الأحاديث والآثار والقرائن على ذلك:

1) فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ)، وقال: (تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ) يعني: ليلة القدر. (2)

2) وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فقال: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ، يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ: (عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ). (3) أي: لسبع مضين بعد العشرين.

3) وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر قال: (لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ سَبعٍ وَعِشرِين). (4)

وفي لفظ: (الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ). (5)

4) وعن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ). (6)
5) وقد خصَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم هذه اللَّيلة بمزيدٍ من الاجتهاد ما لم يخصَّ غيرها، وحثَّ الناس عليها، ودعا أهله وبناته ونساءه ليلتها خاصَّة، وقام بهم إلى آخر اللَّيل حتى خشوا فوات السُّحور.
فعن جبير بن نفير عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال : صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا مِنَ الشَّهْرِ شَيْئًا حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا اللَّيْلَةَ الرَّابِعَةَ، وَقَامَ بِنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ قَالَ: (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ)، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا السَّادِسَةَ، وَقَامَ بِنَا السَّابِعَةَ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِهِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ-وفي لفظ لأبي داود: جَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ وَالنَّاسَ، وفي لفظ للنَّسائي: أَرْسَلَ إِلَى بَنَاتِهِ وَنِسَائِهِ، وَحَشَدَ النَّاسَ-، فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ. (7)
وعن نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْمَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه، يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ حِمْصَ: (قُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَامَ بِنَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لَا نُدْرِكَ الْفَلَاحَ)، قَالَ: (وَكُنَّا نَدْعُو السُّحُورَ الْفَلَاحَ، فَأَمَّا نَحْنُ فَنَقُولُ: لَيْلَةُ السَّابِعَةِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ السَّابِعَةُ، فَمَنْ أَصَوْبُ نَحْنُ، أَوْ أَنْتُمْ). (8)
6) وعن التَّابعي المُخضرم زِرٍّ بن حُبَيش عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنَّه كان يقول: (وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي، وَوَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا). (9)
7) وعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أيضًا قَالَ: (لَوْلَا سُفَهَاؤُكُمْ لَوَضَعْتُ يَدَيَّ فِي أُذُنَيَّ، فَنَادَيْتُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ، نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي عَنْ نَبَأِ مَنْ لَمْ يَكْذِبْهُ) يَعْنِي: أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ النَبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. (10)
8) وسُئل زِر بن حُبَيش عن ليلة القدر فقال: (كَانَ عُمَرُ، وَحُذَيْفَةُ، وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشُكُّونَ أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ تَبْقَى ثَلَاثٌ) . (11)
فائدة: قال الإمام ابن رجب الحنبلي (المتوفى 795 هـ) في (لطائف المعارف) (ص 368):
(قد كان النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يتهجَّدُ في ليالي رمضان، ويقرأُ قراءةً مرتَّلةً، لا يمرُّ بآيةٍ فيها رحمةٌ إلا سألَ ، ولا بآيةٍ فيها عذابٌ إلا تعوَّذَ ، فيجمعُ بين الصَّلاة ، والقراءة ، والدُّعاء ، والتَّفكر ، وهذا أفضلُ الأعمال وأكملُها في ليال العشر وغيرها).
نسخة خطِّيَّة لكتاب (لطائف المعارف) بخطِّ العالم علاء الدِّين المَرداوي (المتوفى 885 هـ)

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يوفِّقنا جميعًا لإدراك فضائل ليلة القدر، وأن يجعلنا ممَّن قامها إيمانًا واحتسابًا.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

_________________________
(1) قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (20/134): (والذي عليه المُعظَم أنَّها ليلة سبع وعشرين) ا.هـ، وقال ابن رجب في لطائف المعارف  (ص 360): (وهو قول أحمد، وإسحاق) ا.هـ، ثم توسَّع (ص 360-367) في سرد الأدلة والقرائن المرجحة له، وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (4/264-265) وهو يعدِّد الأقوال في ليلة القدر: (القول الحادي والعشرون: أنها ليلة سبع وعشرون، وهو الجادة من مذهب أحمد، ورواية عن أبي حنيفة، وبه جزم أبي بن كعب وحلف عليه .. وحكاه صاحب الحلية من الشافعية عن أكثر العلماء .. وقال صاحب الكافي من الحنفية وكذا المحيط: من قال لزوجته أنت طالق ليلة القدر طلقت ليلة سبع وعشرين؛ لأن العامة تعتقد أنها ليلة القدر)، ثم قال (4/266): (وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين) ا.هـ، وقال العيني في شرح سنن أبي داود (5/290): (هذا باب في بيان قول من قال: إنها في سبع وعشرين، وهو قول الجمهور) ا.هـ، وقال في عمدة القاري (11/132): (والذاهبون إلى سبع وعشرين هم الأكثرون) ا.هـ، وقال المرداوي في الإنصاف (7/553-554): (قوله: وأرجاها ليلة سبع وعشرين. هذا المذهب، وعليه جماهير الأصحاب) ا.هـ، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية (35/364): (الأشهر والأظهر عند المالكية أنها ليلة السابع والعشرين، وبهذا يقول الحنابلة) ا.هـ، انظر: الميسر في شرح مصابيح السنة (2/481)، والكاشف عن حقائق السنن (5/1621)، والكواكب الدراري (9/161)، واللامع الصبيح (6/490)، وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص 360-367)، ومنح الجليل (2/182)، والنجم الوهاج (3/371)، ومغني المحتاج (2/189)، وكشاف القناع (2/345)، وقال الألباني من المعاصرين في قيام رمضان (ص 19) حول تحديد ليلة القدر: (وهي ليلة سابع وعشرين من رمضان على الأرجح، وعليه أكثر الأحاديث) ا.هـ.
(2) رواه أحمد في المسند (4808)، وقال الولي العراقي في شرح الصدر (ص 43): (بإسناد على شرط الشَّيخين)،  وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (4/407)، والألباني في صحيح الجامع (2920)، وصحَّحه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (8/426) على شرط الشَّيخين.
(3) رواه أحمد في المسند (2149)، والبيهقي في السنن الكبرى (8557)، كتاب الصيام، باب الترغيب في طلبها ليلة سبع وعشرين، وصحَّحه ابن عبد البر في التمهيد (21/121-213)، وقال ابن رجب في اللطائف (ص 360): (إسناده على شرط البخاري)، وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (2/545)، وصحَّحه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (4/50) على شرط البخاري.
(4) رواه أبو داود في السنن (1386)، وابن حبان في الصحيح (3680)، وصحَّحه ابن عبد البر في التمهيد (2/205) والاستذكار (3/412)، والنَّووي في المجموع (6/468)، والألباني في صحيح الجامع (5474)، وصحَّحه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان (8/437) على شرط الشَّيخين.
(5) رواه الطبراني في المعجم الكبير (814)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1240).
(6) رواه الطبراني في المعجم الصغير (285)، وقال الولي العراقي في شرح الصدر (ص 43): (بإسناد لا بأس به)، وحسَّنه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود (2/535).
(7) رواه أحمد في المسند (21447)، وأبو داود في السنن (1375) ، والترمذي في السنن (806) ، وقال : (حديث حسن صحيح) ، والنسائي في السنن (1364) و(1605) و(1606) ، وابن ماجه في السنن (1327) ، وابن خزيمة في الصحيح (2206)، وابن حبان في الصحيح (2547)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1615)، وصحَّحه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (352/35) على شرط مسلم، قال ابن رجب في لطائف المعارف  (ص 363): (ولا خلاف أنها آكد من الخامس والعشرين، ومما يدلُّ على ذلك أيضًا حديث أبي ذر في قيام النبي صلى الله عليه وسلم بهم في أفراد السبع الأواخر، وأنه قام بهم في الثالثة والعشرين إلى ثلث الليل، وفي الخامسة إلى نصف الليل، وفي السابعة إلى آخر الليل حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح، وجمع أهله ليلتئذ، وجمع الناس، وهذا كلُّه يدل على تأكُّدها على سائر أفراد السَّبع والعشر) ا.هـ، وقال الألباني في قيام رمضان (ص 20): (يعني: ليلة سبع وعشرين، وهي ليلة القدر على الأرجح كما سبق، ولذلك جمع فيها النبي صلى الله عليه وسلم أهله ونساءه، ففيه استحباب حضور النساء هذه الليلة) ا.هـ.
(8) رواه أحمد في المسند (18402)، والنسائي في السنن (1606)، وابن خزيمة في الصحيح (2204)، وحسَّنه النَّووي في خلاصة الأحكام (1/576)، وصحَّحه الألباني في صلاة التراويح (ص 10)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (30/351).
(9) رواه مسلم في الصحيح (762)، قال التوربشتي في الميسر في شرح مصابيح السنة (2/482): (وإنَّما نميل إلى هذا القول؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم هم الأمناء في سائر ما حدَّثوا به عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شهد التنزيل بصدقهم وعدالتهم، وبأن الله سبحانه وتعالى ارتضاهم لهذا الدِّين، فلا يجوز لنا أن نظن بهم أن يحلفوا على القطع بما لم يعلموا، فضلًا عن الحكم به) ا.هـ.
(10) رواه أبو داود الطيالسي في المسند (544)، والنسائي في السنن الكبرى (11626)، وابن الجارود في المنتقى (406)، وابن خزيمة في الصحيح (2187)، وحسَّنه الحويني وغيره.
(11) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/250) بسند حسن.

الأربعاء، 18 مايو 2016

كتاب الإغضاء عن دعاء الأعضاء - السيوطي


الكتاب : كتاب الإغضاء عن دعاء الأعضاء – ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (18)
تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي (849 هـ - 911 هـ)
تحقيق : عبد الله الحسيني
دار النشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت
سنة النشر :1437 هـ- 2016 م

للتحميل :

قريبًا

من رسائل وفتاوى الشيخ القدوة القاضي عبد اللطيف بن علي آل جودر المالكي البحريني


الكتاب : من رسائل وفتاوى الشيخ القدوة القاضي عبد اللطيف بن علي آل جودر المالكي البحريني (1296 هـ - 1366 هـ) وفيها : حقيقة الأخبار عن كعب الأحبار ، ويليها: فتوى عما تتضمنه بعض مجالس الذكر من رفع الصوت وتكرير لفظ الجلالة والتوله والغيبوبة والصرع والزعيق ونحو ذلك، ويليها: حول الاستفتاء عن الغوص في رمضان  – ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (18)
تحقيق وتعليق : عبد الله الحسيني
دار النشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت
سنة النشر :1437 هـ- 2016 م

للتحميل :

قريبًا