الاثنين، 9 سبتمبر 2019

إجازة في المُسَلسَل بيوم عاشُوراء بخطِّ الحافظ شمس الدِّين السَّخاوي سنة 892 هـ (نصٌّ محقَّق)


إجازة في المُسَلسَل بيوم عاشُوراء

بخطِّ الحافظ شمس الدِّين السَّخاوي سنة 892 هـ

(نصٌّ محقَّق)
بقلم: عبد الله الحسيني



الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، أمَّا بعد:

فهذه إجازةٌ علميَّةٌ لطيفةٌ خطَّتها يَراع الحافظ شمس الدِّين أبي الخير محمَّد بن عبد الرحمن بن محمَّد السَّخاوي الشَّافعي (831 هـ - 902 هـ) سنة 892 هـ، حول: «مجلس في فضل صَوم يوم عَاشُوراء» (1)، من إملاء الإمام الحافظ زكي الدِّين أبي محمَّد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المُنذِرِي الشَّافعي (581 هـ-656 هـ) في يوم عاشوراء سنة 656 هـ، حيث تَسَلسَل المحدِّثون بعد المُنذري بالتَّحديث به في يوم عاشوراء، وكلُّ واحد من الرُّواة يقول: قرأتُه أو سمعتُه في يوم عاشوراء. (2)

ولهذا الإجازة نسخةٌ خطِّيَّةٌ وحيدةٌ في غاية النَّفاسة محفوظةٌ في مكتبة الشَّيخ علي بن بدر الدِّين الخطيب ابن جماعة الكناني بالقدس رقم (69)، وتقع الإجازة في صفحة واحدة [95/ب] تتضمَّن (23) سطرًا، وعنها صورة فيلميَّة في مركز جمعة الماجد للثَّقافة والتُّراث بدبي رقم (262020).

كَتَبَها الحافظ السَّخاوي بالمداد الأسود بخطٍّ نسخيٍّ معتادٍ مقروءٍ خالٍ من التَّنقيط والشَّكل في الغالب، وذلك: يوم السَّبت العاشر من شهر الله المحرَّم سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، بمنزله.

وقد قمتُ بنسخ الإجازة على الطَّريقة الإملائيَّة الحديثة، ثمَّ قابلتُ المنسوخ بالمخطوط، واقتصرتُ على ذكر مواليد الأعلام المذكورين ووفياتهم في الهامش، وأحلتُ إلى أهمِّ المترجمين لهم، وضبطتُ بالشَّكل ما يحتاج إلى ضبط من النَّص، وأضفتُ التَّرقيم بين معقوفتين.

أسألُ الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن ينفع بالإجازة هذه الإسلام والمسلمين، وأن يغفر للمُجيز وللمُجاز ولنا ولوالدينا ولمشايخنا ولعلماء أمَّتنا ولإخواننا ولأحبابنا ولأهلينا ولأزواجنا ولذرِّيَّاتنا ولتلامذتنا وللمُسلمين أجمعين.



[الإجازة بخطِّ الحافظ السَّخاوي]







[النَّصُّ المحقَّق]

[95/ب] الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.

وبعدُ:

فقد قَرَأَ عَليَّ: الشَّيخُ، الفاضلُ، البارعُ، المُحدِّثُ، المُفيدُ، المجيدُ، المفننُ، صلاحُ الدِّين، أبو الضِّياء، محمَّد (3) بن صاحبنا الشَّيخ، الإمام، العالِم، الحافظ، الأَوحد، القُدوة، مُفتي المسلمين، شيخ المحدِّثين، بركة المريدين (4) الطَّالبين، الفخري، أبي عَمرو، عثمان (5) الدِّيَمِي الأصل القاهري الشَّافعي -نفع الله تعالى به، وأعاد علينا من بركاته، وبركات أبيه-، «جزءًا فيه مجلسٌ في صَوم يوم عَاشُوراء»، إملاء الحافظ الزَّكي أبي محمَّد عبد العظيم المُنْذِرِي -رحمه الله، ونفعنا ببركاته، وبركاته علومه-.

وأخبرتُهُ به بقراءَتي لهُ على:

[1] شيخنا، شيخ مشايخ الإسلام، إمام الأئمَّة الأعلام، الشِّهاب، أبي الفضل، ابن حَجَر (6)، بعد سماعي له عليه أيضًا.

وكذا بقراءَتي لهُ على المشايخ المسنِدين:

[2] الزَّين، أبي الطَّيِّب، شعبان بن محمَّد العَسْقَلاني (7)، ابن ابن عمِّ شيخنا.

[3] وأبي الحسن، علي بن محمَّد بن علي الأَبُودُرِّي المالكي (8).

[4] وأبي الحسن، علي بن يوسف ابن المُحَوجِب الكُتْبِي (9).

وبسماعِي لهُ على:

[5] القاضي، الفخر، محمَّد بن محمَّد السُّيوطي (10) -رحمهم الله تعالى-.

كلُّ ذلك في يوم عاشُوراء.

وبروايتهم -إلَّا الرَّابع- له عن أبي الفَرَج عبد الرَّحمن بن أحمد بن المبارك الغَزِّي ابن الشَّيخة (11) سماعًا، والأوَّل قراءةً في يوم عاشوراء (12)، إلَّا الثَّالث والأخير قال: أنا به أبو الحسن علي بن إسماعيل بن قُريش المخزُومي (13) في يوم عاشُوراء.

وقال الرَّابع، وكذا الثَّالث: أنا به أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي الحَلَاوِي (14) سماعًا، بسماعه له على المجد إبراهيم بن علي ابن الخِيَمِي (15)، بإجازته، وبسماع ابن قُرَيش له في يوم عاشُوراء على مُملِيه، فذَكَرَهُ.

وسمعَهُ معهُ: الشَّيخُ، الفاضلُ، العالمُ، المدرِّسُ: الشِّهاب، أحمد بن محمَّد الطُّوخِي الشَّافعي (16).

وذلك في: يوم السَّبت عاشر المحرَّم سنة 892 هـ (17)، بمنزلي.

وأجزتُ لهما روايته عنِّي، مع سائر مرويَّاتي ومؤلَّفاتي.

قالَهُ وكتبَهُ:

محمَّد بن عبد الرَّحمن بن محمَّد السَّخاوي الشَّافعي.

غَفَرَ الله ذُنوبَهُ، وسَتَرَ عُيوبَهُ.





(1) طُبع بتحقيق وتعليق: الشَّيخ عبد اللَّطيف بن محمَّد الجيلاني، بدار البشائر الإسلامية، ببيروت، سنة 1423 هـ، ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، وقد أملاه الحافظ المنذري في يوم عاشوراء سنة 656 هـ، وساق فيه جملة من الرِّوايات في فضل صوم يوم عاشوراء بأسانيده المتَّصلة، مع تخريجها، والتعريف بأبرز رواتها وأحوالهم، وضبط الأسماء المشكلة، وتحديد الأماكن والمواضع، وختمه بأبيات لأبي محمَّد السَّرَّاج في الثَّناء على أهل الحديث، قال السَّخاوي في «الجواهر المكللة في الأخبار المسلسلة« (ص 71): «للمُنذِري جزءٌ في عاشوراء، سمعتُه على غير واحدٍ، منهم: شيخنا رحمه الله في يوم عاشوراء، بسماعهم له في يوم عاشوراء على ابن الشَّيخة، أخبرنا به في يوم عاشوراء ابن قُريش، حدَّثنا به مُملِيه في يوم عاشوراء، وانقَطَعَ مِن ثَمَّ التَّسلسل، ولذا أعرضتُ عن إيراده« ا.هـ.

(2) وقد وفَّقني الله عزَّ وجلَّ لسماعه في عاشوراء سنة 1439 هـ على سيِّدي الوالد المسنِد شيخ قرَّاء البحرين محمَّد سعيد الحسيني رحمه الله تعالى.

(3) محمد الديمي (875 هـ - بعد 902 هـ): انظر: «الضوء اللامع« (8/149)، و«إرشاد الغاوي« (ص 991)، و«فهرس الفهارس« (1/410-411).

(4) هذه الكلمة ونحوها (وأعاد علينا من بركاته، وبركات أبيه) من الألفاظ المجملة المحتملة لعدَّة معان، ومن معانيها الصَّحيحة ما أجراه الله عزَّ وجل على أيدي أهل العلم من أصناف الخير والهداية ونفع عموم المسلمين من مريدي الخير وطالبيه ونحو ذلك، انظر: «معجم المناهي اللفظية» (ص 171-173).

(5) عثمان الديمي (819 هـ - 908 هـ)، انظر: «الضوء اللامع« (5/140-142)، و«الجواهر والدرر« (3/1111، 1204)، و«فهرس ابن غازي« (ص 126)، و«مفاكهة الخلان« (ص 213)، و«النور السافر« (ص 46-47)، و«الكواكب السائرة« (1/260)، و«ديوان الإسلام« (2/291)، و«فهرس الفهارس« (1/409-410).

(6) ابن حجر العسقلاني (773 هـ-852 هـ): أفرده المجيز بترجمة خاصَّة حافلة ضخمة مطبوعة سمَّاها: «الجواهر والدُّرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر«.

(7) شعبان العسقلاني (780 هـ - 859 هـ): انظر: «الضوء اللامع« (3/304-305)، و«إرشاد الغاوي« (ص 130).

(8) الأبودري (775 هـ - 859 هـ): انظر: «الضوء اللامع« (5/319-320)، و«إرشاد الغاوي« (ص 134).

(9) ابن المحوجب (779 هـ - 851 هـ): انظر: «الضوء اللامع« (6/54)، و«إرشاد الغاوي« (ص 134)، وهنا كلمة لم أهتد إلى قراءتها.

(10) الفخر السيوطي (792 هـ - 870 هـ): انظر: «الضوء اللامع« (9/37-38)، و«إرشاد الغاوي« (ص 140).

(11) ابن الشيخة (715 هـ - 799 هـ): انظر: «ذيل التقييد« (2/75-76)، و«المجمع المؤسس« (2/107-137)، و«إنباء الغمر« (1/535-536)، و«الدرر الكامنة« (3/112-113)، و«الجواهر والدرر« (1/125، 206).

(12) انظر: «المعجم المفهرس« (ص 68)، و«المجمع المؤسس« (2/113).

(13) المخزومي (651 هـ - 732 هـ): انظر: «أعيان العصر« (3/295-296)، و«الوافي بالوفيات« (20/152-153)، و«معجم شيوخ السبكي« (ص 272-276)، و«ذيل التقييد« (2/185-186)، و«الدرر الكامنة« (4/27-28).

(14) الحلاوي (728 هـ - 807 هـ): انظر: «المقفى الكبير« (4/350)، و«ذيل التقييد« (2/47-49)، و«المجمع المؤسس« (2/27-81)، و«إنباء الغمر« (2/305)، و«الدرر الكامنة« (5/38-39)، و«الجواهر والدرر« (1/206).

(15) ابن الخيمي (649 هـ - 738 هـ): انظر: «أعيان العصر« (1/92-93)، و«الوافي بالوفيات« (6/39)، و«الوفيات« (1/205)، و«المقفى الكبير« (1/127)، و«ذيل التقييد« (1/434)، و«الدرر الكامنة« (1/53).

(16) الشهاب الطوخي (847 هـ - 893 هـ): انظر: «الضوء اللامع« (2/121-122)، و«إرشاد الغاوي« (ص 899).

(17) وعمره يومها 60 سنة تقريبًا، رحمه الله تعالى وإيَّانا برحمته الواسعة.