السبت، 16 أبريل 2022

التَّعريف ببشائر العثور على مصنَّفات للإمام النَّووي بخطِّه الشَّريف

التَّعريف ببشائر العثور على مصنَّفات للإمام النَّووي بخطِّه الشَّريف

عبد الله محمَّد سعيد الحُسيني

الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فإنَّه يشرِّفني أن أزفَّ إليكم في هذا اليوم المبارك: صباح الأحد 16 من شهر رمضان الفضيل سنة 1443 هـ هذه البُشرى النَّوويَّة:

وهي عثور أخينا: فضيلة الشَّيخ المحقِّق المدقِّق د. محمَّد بن يوسف الجُوراني -حفظه الله تعالى وسدَّده- على مصنَّفات جليلةٍ فريدةٍ نبيلةٍ للإمام شيخ الإسلام أبي زكريَّا محيي الدِّين يحيى بن شَرَف بن مِرَا النَّوويُّ الدِّمشقيُّ (631 هـ-676 هـ) -تغمَّده الله تعالى بواسع رحمته- بخطِّه الشَّريف، واقتناء مصوَّراتها، ونشر نماذج منها لأوَّل مرَّة.

فدونكم نصُّ بشارته بحروفها:

السَّلام عليكم فضيلة الشَّيخ

في مثل هذا اليوم: 16- رمضان -664هـ: ابتدأ الإمام النَّووي تصنيف كتابه: (شرح البخاري-الكبير- الإبرازة الأُولىٰ)، والذي سمَّاه: (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة وإيضاح حِكَمها واستنباط معانيها البارزة والخفيَّة: التي تضمَّنها صحيح الإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه)، والمطبوع منه: قطعة إلى نهاية الإيمان.




وهنا بشائر ثلاث:

البُشرى الأولى: عثرنا -بفضل الله ومنَّته- وبعد تطلُّب دام خمس سنوات تقريبًا على مختصر للشَّرح الكبير مجوّد، وهو الموسوم بـ:

(تلخيص شرح الألفاظ والمعاني ممَّا تضمَّنه صحيح الإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاري رحمه الله).

فهو: شرح مختصر منه، وزاد عليه شرح كتاب العلم كاملًا، وشرح 33 بابًا من كتاب الوضوء إلى نهاية حديث (171).





البُشرى الثَّانية: عثرنا -بفضل الله وتوفيقه- على منتخب للتَّمهيد للإمام ابن عبد البر، تناول فيها مناقب الإمام مالك -رحمه الله-، وذكر بعض شيوخه وأحاديثهم، وله تعليقات وتعقُّبات جياد.


والبُشرى الثَّالثة: عثرنا -بفضل الله وهدايته- على منتخب لتاريخ ابن عساكر، انتخب فيه نحوًا من خمسين بابًا.

وهذا الشَّرح والمنتخبان بخطِّ الإمام النووي -رحمه الله- واضحًا وضوحًا كالشَّمس.

فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالحات على فضله ومنَّته وتوفيقه وهدايته. انتهى نصُّ بشائر فضيلته.

***

وهذا ضبطٌ لاسم الإمام النَّووي ونسبه ونسبته بخطِّه الشَّريف:




***

وهذه أبيات لمحمود الورَّاق بخطِّ الإمام النَّووي:

***

أقول: أمَّا البُشرى الرَّابعة، فهي: دراسةٌ فريدةٌ محقَّقةٌ سديدةٌ، كتبها أخي فضيلة الشَّيخ د. محمَّد الجُوراني -حفظه المولى-، وسمَّاها: (المُرشد إلى معرفة خطِّ الإمام النَّووي -رحمه الله-وطرائق كتابته وضَبطه)، استخلصها من المصنَّفات الفريدة السَّابقة، وأهداها للعبد الفقير -عفا الله عنِّي وعنه-، وشرَّفني بالإعلان عن هذه البشائر، جزاه الله تعالى خير الجزاء، وزاده توفيقًا وسدادًا ورفعةً في الدَّارين، ونفع به الإسلام وأهله.

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلواتُه وسلامُه الأكملان على سيِّدنا محمَّد خير خلقه أجمعين، كلَّما ذكره الذَّاكرون، وغَفَل عن ذكره الغافلون، وعلى سائر النَّبيِّين وآل كلٍّ وسائر الصَّالحين.

الجمعة، 15 أبريل 2022

هداية الألباب إلى دعوات الإمام النَّوويِّ لوالدَيه وشيوخه والمسلمين والأحباب

 

هداية الألباب إلى دعوات الإمام النَّوويِّ لوالدَيه وشيوخه والمسلمين والأحباب

بقلم: عبد الله محمَّد سعيد الحسيني

الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فقد سطَّر الإمامُ أبو زكريَّا محيي الدِّين يحيى بن شَرَف بن مِرَى النَّوويُّ الدِّمشقيُّ (631 هـ-676 هـ) -تغمَّده الله تعالى بواسع رحمته- معالم البِرِّ والإحسان والوفاء والعرفان للوالدَين والشُّيوخ والأحبَّة والمسلمين في مصنَّفاته من خلال الدُّعاء الجزيل لهم تأصيلًا وتطبيقًا وطلبًا، وتفصيل ذلك كما يلي:

أوَّلًا: تأصيله الدُّعاء لهم في مصنَّفاته:

قال في (المجموع) (1/33-34) فيما ينبغي على المعلِّم:

(ويقدم على الدَّرس تلاوة ما تيسَّر من القرآن، ثمَّ يبسمل، ويحمد الله تعالى، ويصلِّي ويسلِّم على النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم وعلى آله، ثمَّ يدعو: للعلماء الماضين من مشايخه، ووالدَيه، والحاضرين، وسائر المسلمين) ا.هـ.

وقال في (1/38) فيما ينبغي على المتعلِّم:

(ويبتدئ درسه بالحمد لله، والصَّلاة على رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، والدُّعاء: للعلماء، ومشايخه، ووالدَيه، وسائر المسلمين) ا.هـ.

وقال في (6/375) فيما يُستحب للصَّائم:

(يُستحبُّ للصَّائم أن يدعو في حال صومه بمهمَّات الآخرة والدُّنيا: له، ولمن يحبّ، وللمسلمين؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (ثلاثة لا تردُّ دعوتهم: الصَّائم حتَّى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم)، رواه التّرمذي، وابن ماجه، قال التّرمذي: حديث حسن، وهكذا الرواية (حتَّى) بالتَّاء المثنَّاة فوق، فيقتضي استحباب دعاء الصَّائم من أوَّل اليوم إلى آخره؛ لأنَّه يسمَّى صائمًا في كلِّ ذلك) ا.هـ.

وقال في (الأذكار) (ص 323) فيما يُستحبُّ في ليلة القدر:

(ويُستحبُّ أن يُكثرَ فيها من الدَّعوات بمهمَّات المسلمين، فهذا شعار الصَّالحين، وعباد الله العارفين) ا.هـ.

وقال في (الإيضاح في المناسك) (ص 71-72) فيما يُستحبُّ للمسافر:

(يُستحبُّ الإكثار من الدُّعاء في جميع سفره: لنفسه، ولوالدَيه، وأحبَّائه، وولاة المسلمين، وسائر المسلمين، بمهمَّات أمور الآخرة والدُّنيا؛ للحديث الصَّحيح في سنن أبي داود، والتّرمذي، وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (ثلاث دعوات مستجابات، لا شكَّ فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده)، وليس في رواية أبي داود على ولده) ا.هـ.

وقال في (الإيجاز في المناسك) (ص 13):

(ويُستحبُّ له الدُّعاء في جميع السفر: لنفسه، وأحبَّائه، والمسلمين) ا.هـ.

وقال في (الأذكار) (ص 334) فيما ينبغي في يوم عرفة:

(ويدعو: لنفسه، ووالدَيه، وأقاربه، ومشايخه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه، وجميع المسلمين، وليحذر كلَّ الحذر من التَّقصير في ذلك كلِّه؛ فإنَّ هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره) ا.هـ.

وقال في (المجموع) (8/115):

(وليدع: لنفسه، ولوالدَيه، ومشايخه، وأقاربه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبَّائه، وسائر مَن أحسن إليه، وسائر المسلمين، وليحذر كلَّ الحذر من التَّقصير في شيء من هذا؛ فإنَّ هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره) ا.هـ.

وقال في (الإيضاح في المناسك) (ص 286):

(وليدع: لنفسه، ووالدَيه، وأقاربه، وشيوخه، وأصحابه، وأحبابه، وأصدقائه، وسائر مَن أحسن إليه، وسائر المسلمين، وليحذر كلَّ الحذر من التَّقصير في ذلك، فإنَّ هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره) ا.هـ.

وقال في (الإيجاز في المناسك) (ص 59):

(ويدعو: لنفسه، ولوالدَيه، وأهله، ولأحبَّائه، وسائر المسلمين) ا.هـ.

وقال في (الأذكار) (ص 344) فيما يُستحبُّ لزائر قبر النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم:

(ويدعو: لنفسه، ولوالدَيه، وأصحابه، وأحبابه، ومَن أحسنَ إليه، وسائر المسلمين، وأن يجتهد في إكثار الدُّعاء، ويغتنم هذا الموقف الشَّريف) ا.هـ.

وقال في (المجموع) (8/274-275):

(ثمَّ يتقدَّم إلى رأس القبر، فيقف بين الأسطوانة، ويستقبل القبلة، ويحمد الله تعالى، ويمجّده، ويدعو: لنفسه بما شاء، ولوالدَيه، ومَن شاء من أقاربه، ومشايخه، وإخوانه، وسائر المسلمين) ا.هـ.

وقال في (الإيضاح في المناسك) (ص 455):

(ثمَّ يتقدَّم إلى رأس النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقف بين القبر والأسطوانة التي هناك، ويستقبل القبلة، ويحمد الله تعالى، ويمجّده، ويدعو: لنفسه بما أهمَّه وما أحبَّه، ولوالدَيه، ولمن شاء من أقاربه، وأشياخه، وإخوانه، وسائر المسلمين)ا.هـ.

ثانيًا: تطبيقه الدُّعاء لهم في مصنَّفاته:

قال في (المجموع) (1/2-3):

(وقد أكثر العلماء رضي الله عنهم التَّصنيف فيها -أي: الكتب الفقهيَّة- من المختصرات والمبسوطات، وأودعوا فيها من المباحث والتَّحقيقات والنفائس الجليلات، وجميع ما يحتاج إليه وما يتوقَّع وقوعه ولو على أندر الاحتمالات البدائع وغايات النِّهايات، حتَّى لقد تركونا منها على الجليَّات الواضحات، فشَكَرَ الله الكريم لهم سعيهم وأجزل لهم المثوبات، وأحلَّهم في دار كرامته أعلى المقامات، وجعل لنا نصيبًا من ذلك ومن جميع أنواع الخيرات، وأدامنا على ذلك في ازدياد حتَّى الممات، وغفر لنا ما جرى وما يجري منَّا من الزَّلَّات، وفعل ذلك: بوالدينا، ومشايخنا، وسائر مَن نحبُّه ويحبُّنا، ومَن أحسن إلينا، وسائر المسلمين والمسلمات، إنَّه سميع الدَّعوات، جزيل العطيَّات) ا.هـ.

وقال في (1/6):

(واستمدادي في كلِّ ذلك وغيره اللُّطف والمعونة من الله الكريم الرَّؤوف الرحيم، وعليه اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، أسأله سلوك سبيل الرَّشاد، والعصمة من أحوال أهل الزَّيغ والعناد، والدَّوام على جميع أنواع الخير في ازدياد، والتَّوفيق في الأقوال والأفعال للصَّواب، والجري على آثار ذوي البصائر والألباب، وأن يفعل ذلك: بوالدينا، ومشايخنا، وجميع مَن نحبُّه ويحبُّنا، وسائر المسلمين، إنَّه الواسع الوهَّاب)ا.هـ.

وقال في (1/72):

(وأرجو الله النَّفع بكلِّ ما ذكرتُهُ وما سأذكره إن شاء الله: لي، ولوالدَي، ومشايخي، وسائر أحبابي، والمسلمين أجمعين، إنَّه الواسع الوهَّاب) ا.هـ.

وقال في (إرشاد طلَّاب الحقائق) (2/817):

(أسأله لطفه والتَّوفيق للطَّريقة المثلى، وجَمع خير الآخرة والأُولى: لي، ولوالدَيَّ، ومشايخي، وجميع مَن أحبُّه، ومَن أحسن إليَّ، وسائر المسلمين، الموجودين منهم والدَّارجين) ا.هـ.

وقال في (شرح صحيح مسلم) (1/328):

(وأنا مستمد المعونة والصِّيانة واللُّطف والرِّعاية من الله الكريم ربّ الأرضين والسَّماوات، مبتهلًا إليه سبحانه: أن يوفِّقني، ووالدَي، ومشايخي، وسائر أقاربي، وأحبابي، ومَن أحسن إلينا بحسن النِّيَّات، وأن ييسِّر لنا أنواع الطَّاعات، وأن يهدينا لها دائمًا في ازدياد حتَّى الممات، وأن يجود علينا برضاه ومحبَّته ودوام طاعته والجمع بيننا في دار كرامته وغير ذلك من أنواع المسرَّات، وأن ينفعنا أجمعين ومَن يقرأ في هذا الكتاب به وأن يجزل لنا المثوبات، وألَّا ينزع منَّا ما وهبه لنا ومنَّ به علينا من الخيرات، وألَّا يجعل شيئًا من ذلك فتنة لنا وأن يعيذنا من كلِّ شيء من المخالفات، إنَّه مجيب الدَّعوات، جزيل العطيَّات) ا.هـ.

وقال في (بستان العارفين) (ص 63-64):

(وأسأل الله الكريم توفيقي لحسن النِّيَّات، والإعانة على جميع أنواع الطَّاعات، وتيسيرها والهداية لها دائمًا في ازدياد حتَّى الممات، وأسأله ذلك: لجميع مَن أحبُّه ويحبُّني لله تعالى، وسائر المسلمين والمسلمات، وأن يجمع بيننا وبينهم في دار كرامته وأعلى المقامات، وأن يرزقنا رضاه وسائر وجوه الخيرات، اعتصمت بالله، استعنت بالله، توكَّلت على الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللَّهم إنِّي أسألك بكلِّ وسيلة، وأتشفَّع إليك بكلِّ شفيع: أن تنفعني، وأحبابي، والمسلمين أجمعين، بهذا الكتاب نفعًا عامًّا بليغًا، يا مَن لا يعجزه شيء، ولا يتعاظمه أمر) ا.هـ.

وقال في (التِّبيان في آداب حملة القرآن) (ص 37-38):

(وعلى الله الكريم توكُّلي واعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، أسأله سلوك سبيل الرَّشاد، والعصمة من أحوال أهل الزَّيغ والعناد، والدَّوام على ذلك وغيره من الخير في ازدياد، وأبتهل إليه سبحانه أن يوفِّقني لمرضاته، وأن يجعلني ممَّن يخشاه ويتَّقيه حقَّ تقاته، وأن يهديني لحسن النِّيَّات، وييسِّر لي جميع أنواع الخيرات، ويعينني على أنواع المكرمات، ويديمني على ذلك حتَّى الممات، وأن يفعل ذلك كلَّه: بجميع أحبابي، وسائر المسلمين والمسلمات) ا.هـ.

وقال في (ص 235):

(وأنا أسأل الله العظيم أن ينفع به النَّفع العميم: لي، ولأحبابي، وكلّ ناظر فيه، وسائر المسلمين في الدَّارين) ا.هـ.

وقال في (الأذكار) (ص 31):

(توكَّلتُ على الله، اعتصمتُ بالله، استعنتُ بالله، وفوَّضت أمري إلى الله، واستودعتُهُ: ديني، ونفسي، ووالديَّ، وإخواني، وأحبَّائي، وسائر مَن أحسن إليَّ، وجميع المسلمين، وجميع ما أنعم به عليَّ وعليهم من أمور الآخرة والدُّنيا، فإنَّه سبحانه إذا استُودع شيئًا حَفِظَهُ ونِعمَ الحفيظ) ا.ه.

وقال في (ص 663-664):

(وأنا راجٍ من فضل الله تعالى دعوةَ أخٍ صالحٍ أنتفعُ به، تقرِّبني إلى الله الكريم، وانتفاعَ مسلمٍ راغب في الخير ببعض ما فيه، أكونُ مساعدًا له على العمل بمرضاة ربِّنا، وأستودعُ الله الكريم اللَّطيف الرَّحيم منِّي، ومِن والدَيَّ، وجميع أحبابنا، وإخواننا، ومَن أحسن إلينا، وسائر المسلمين: أدياننا، وأماناتنا، وخواتيم أعمالنا، وجميع ما أنعم الله تَعالى به علينا، وأسألُهُ سبحانه لنا أجمعين سلوكَ سبيل الرَّشاد والعصمة من أحوال أهل الزَّيغ والعِناد، والدَّوام على ذلك وغيره من الخير في ازدياد، وأتضرَّعُ إليه سبحانه أن يرزقنا التَّوفيق في الأقوال والأفعال للصَّواب، والجري على آثار ذوي البصائر والألباب، إنَّه الكريم الواسع الوهَّاب) ا.هـ.

وقال في (الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات) (ص 129):

(وأسأل الله الكريم التَّوفيق لحسن النِّيَّات، وتيسير وجوه الطَّاعات، والتَّوفيق للعمل بها متقبّلًا دائمًا في عافية عامَّة حتَّى الممات: لي، ولوالدَي، ومَن أحبُّه، وسائر مَن أحسن إلينا، وجميع المسلمين والمسلمات) ا.هـ.

وقال لمَّا ابتدأ في تصنيف (روضة الطَّالبين):

(أسأل الله الكريم إتمامه مصونًا على أحسن الوجوه، وأبركها، وأنفعها، وأعمِّها، وأدومها، ونفعي، ونفع مشايخي، ووالدَي، وأهلي، وسائر أحبَّتي به) ا.هـ.

روضة الطالبين، المكتبة الظاهرية، رقم (2152) [1/أ]

وقال في (1/6):

(واستمدادي المعونة والهداية والتَّوفيق والصيانة في جميع أموري من ربِّ الأرضين والسَّماوات، أسأله التَّوفيق لحسن النِّيَّات، والإعانة على جميع أنواع الطَّاعات، وتيسيرها والهداية لها دائمًا في ازدياد حتَّى الممات، وأن يفعل ذلك: بوالدَي، ومشايخي، وأقربائي، وإخواني، وسائر مَن أحبُّه ويحبُّني فيه، وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجود علينا برضاه ومحبّته ودوام طاعته وغير ذلك من وجوه المسرَّات، وألَّا ينزع منَّا ما وهبه لنا ومنَّ به علينا من الموهوبات، وأن ينفعنا أجمعين، وكلّ مَن يقرأ هذا الكتاب به، وأن يجزل لنا العطيَّات، وأن يطهِّر قلوبنا وجوارحنا من جميع المخالفات، وأن يرزقنا التَّفويض إليه والاعتماد عليه والإعراض عما سواه في جميع اللَّحظات) ا.هـ.

وقال في (12/315):

(وأسأل الله الكريم أن يكثر النَّفع به: لي، ولوالدَي، ومشايخي، وسائر أحبابنا، والمسلمين والمسلمات) ا.هـ.

وقال في (منهاج الطَّالبين) (ص 66):

(وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وأسأله النَّفع به: لي، ولسائر المسلمين، ورضوانه عنِّي، وعن أحبَّائي، وجميع المؤمنين) ا.هـ.

وقال في (التَّلخيص شرح الجامع الصحيح للبخاري) (1/188-189):

(وأنا مستمدٌّ من الله الكريم المعونة والصِّيانة واللُّطف والرِّعاية والهداية والوقاية والتَّوفيق لحسن النِّيَّات، وأن يلطف: بي، وبمن أحبُّه ويحبُّني فيه، وبمن أحسن إلينا، وأن ييسِّر لنا أنواع الطَّاعات، وأن يهدينا لها دائمًا في ازدياد حتَّى الممات، وأن يجود علينا برضاه ومحبَّته ودوام طاعته والجمع بيننا في دار كرامته وغير ذلك من أنواع المسرَّات، وأن ينفعنا أجمعين ومَن يقرأ هذا الكتاب وأن يجزل لنا الموهبات، وألَّا ينزع منَّا ما وهبه لنا ومنَّ به علينا من الخيرات، وأن يعيذنا من جميع المخالفات، إنَّه مجيب الدَّعوات، جزيل العطيَّات) ا.هـ.

وقال في (تهذيب الأسماء واللُّغات) (1/10):

(وأرجو إن تمَّ هذا الكتاب أن يحصل لصاحبه مقصود خزانة من أنواع العلوم التي يدخل فيه، واستمدادي في ذلك وفى غيره من أموري التَّوفيق، والكفاية والإعانة، والصِّيانة والهداية من الله الكريم الوهَّاب، اللَّطيف الحكيم التَّوَّاب، أسأله التَّوفيق لحسن النِّيَّات، وتيسير أنواع الطَّاعات، والهداية لها دائمًا في ازدياد حتَّى الممات، ومغفرة ما ظلمت نفسي به في المخالفات، وأن يفعل ذلك: بوالدَيَّ، ومشايخي، وأهلينا، وأحبابنا، وسائر المسلمين والمسلمات، وأن يجود علينا أجمعين برضاه ومحبَّته ودوام طاعته ويجمع بيننا في دار كرامته وغير ذلك من أنواع المسرَّات، وأن ينفعنا أجمعين بهذا الكتاب ويجمع لنا المثوبات، وألَّا ينزع منَّا ما وهبه لنا ومنَّ به علينا من الخيرات، وألَّا يجعل شيئًا من ذلك فتنة لنا وأن يعيذنا من كلِّ المخالفات، إنَّه سميع الدَّعوات، جزيل العطيَّات) ا.هـ.

وقال في (التَّنقيح في شرح الوسيط) (1/81):

(واستمدادي المعونة والهداية والتَّوفيق والصِّيانة في هذا وجميع أموري من ربِّ الأرضين والسَّماوات، أسأله التَّوفيق لحسن النِّيَّات، والإعانة على جميع أنواع الطَّاعات، وتيسيرها والهداية لها دائمًا في ازدياد حتَّى الممات، وأن يفعل ذلك: بوالدَيَّ، ومشايخي، وأقربائي، وإخواني، وسائر مَن أحبُّه أو يحبُّني فيه، وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجود علينا برضاه ومحبَّته ودوام طاعته وغير ذلك من وجوه المسرَّات، وأن يطهِّر قلوبنا وجوارحنا من جميع المخالفات، وأن يرزقنا التَّفويض إليه والاعتماد عليه في جميع الحالات) ا.هـ.

وقال في (التَّحقيق) (ص 32):

(وأسأل الله الكريم أن ينفعني به، ووالدَيَّ، ومشايخي، وسائر من أحببتُه وأحبُّه وأحبَّني، أو أحسن إليَّ، ومَن حفظه، أو اعتنى به، وسائر المسلمين، وأن يعين الرَّاغب في حفظه أو تحصيله عليه وعلى سائر وجوه الخيرات، واستودعته الله الذي لا تضيع ودائعه) ا.هـ.

ثالثًا: طلبه الدُّعاء لهم ممَّن انتفع بمصنَّفاته:

قال في (رياض الصَّالحين) (ص 33):

(وأنا سائلٌ أَخًا انتَفعَ بشيء منه أن يدعُوَ: لي، ولوالدَيَّ، ومشايخي، وسائر أحبابنا، والمسلمين أجمعين) ا.هـ.

***

ويتجلَّى ممَّا تقدَّم: أنَّ هذا من عادات الإمام النَّووي النَّبيلة والتفاتاته الجليلة، فحريٌّ بنا أن نتحلَّى بهذا الخُلُق المتين الذي هو دأب عباد الله الصَّالحين، وشعار الأوفياء المخلصين.

أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا وأهلينا وأحبابنا وسائر المسلمين الموجودين منهم والدَّارجين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.