الخميس، 4 أغسطس 2022

ضمُّ الجواهر المنثورة فيمن أثنى عليهم الإمام النَّووي من شيوخه في مصنَّفاته المشهورة

ضمُّ الجواهر المنثورة

فيمن أثنى عليهم الإمام النَّووي من شيوخه في مصنَّفاته المشهورة

بقلم: عبد الله محمَّد سعيد الحُسيني

الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فمن أهمِّ آداب طالب العلم مع شيخه ما عبَّر عنه شيخ الإسلام أبو زكريَّا محيي الدِّين يحيى بن شرف بن مِرَى النَّووي الدِّمشقي (631 هـ - 676هـ) -رحمه الله رحمة واسعة- في غير موضعٍ بقوله [1]: (وينبغي أن يُعظِّم شيخَهُ، ومَن يَسمعُ منه؛ فذلك من إِجلال العلم، وبه يُفتحُ على الإِنسان، وينبغي أن يعتقد جلالةَ شيخهِ ورجحانه، ويتحرَّى رضاه، فذلك أعظم الطُّرق إلى الانتفاع به) ا.هـ، وقوله [2]: (وينبغي أن ينظرَ معلِّمهُ بعين الاحترام، ويعتقدَ كمال أهليَّته ورجحانه على أكثر طبقته، فهو أقربُ إلى انتفاعه به، ورسوخ ما سمعه منه في ذهنه) ا.هـ.

ونجد هذا الأدب الجمّ ماثلًا في سيرة الإمام النَّووي نفسه مع شيوخه حين يذكرهم في مصنَّفاته بعبارات تفوح توقيرًا واحترامًا وبِرًّا وإعظامًا.

وقد اجتهدتُ في ضمِّ ما تناثر منها، واقتصرتُ على أهمِّها وأَصرحها دون تعرُّض للمُختصر منها أو المكرَّر.

وعلى الله الكريم توكُّلي واعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وله الحمد والنِّعمة، وبه التَّوفيق والعصمة.

***

1-الشَّيخ شمس الدِّين أبو الفرج أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن أبي عُمر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن قُدامة المقدسي الصَّالحي الحنبلي (597 هـ - 682 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: صحيح الإمام البخاري، وسنن الإمام أبي داود السِّجِسْتاني، وسنن الإمام التّرمذي، وسنن الإمام ابن ماجه، ومسند الإمام الدَّارِمي، ومسند الإمام أبي عوانة الإِسْفَرَايِيني، وشرح السُّنَّة للإمام البَغَوي، وذم الوسواس وأهله للإمام الموفَّق ابن قدامة.

قال عنه [3]:

(هو أَجَلُّ شُيوخي) ا.هـ.

وقال أيضًا [4]:

(الإمام، العلَّامة، ذو الفُنون من أنواع العلوم والمعارف، وصاحب الشَّمائل الرَّضيَّة والمحاسن السَّنيَّة واللَّطائف، أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن الشَّيخ الصَّالح الإمام المجمع على جلالته وصلاحيَّته أبي عُمر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن قُدامة المقدسي الحنبلي، وهو إمام الحنابلة في عصرنا بدمشق وسائر نواحي الشَّام، ذو الوجاهة والقَبول عند الخواصِّ والعوام .. بارك الله للمسلمين في حياته، ورفع في الفردوس درجاته، وجمع بيننا وبينه في دار كرامته، بفضله ورحمته) ا.هـ.

وقال أيضًا [5]:

(شيخُنا، الإمام، العلَّامة، ذو الفنون من أنواع العلوم والمعارف، وصاحب الأخلاق الرَّضيَّة والمحاسن واللَّطائف، أبو الفرج أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن الشَّيخ الإمام أبي عُمر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن قدامة المقدسي، رضي الله عنه .. وهو الإمام المتَّفق على إمامته، وبراعته، وورعه، وزهادته، وسيادته، ذو العلوم الباهرة، والمحاسن المتظاهرة) ا.هـ.

وقال أيضًا [6]:

(الشَّيخ، الإمام، المتَّفق على إمامته وفضله وجلالته، القاضي، أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن الشَّيخ الإمام العالم العامل الزَّاهد أبي عُمر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن قُدامة المقدسي، رضي الله عنه) ا.هـ.

وقال أيضًا [7]:

(الشَّيخ، الإمام، العالم، العامل، الورع، المفتي، شمس الدِّين أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن الشَّيخ الصَّالح الإمام المجمع على جلالته أبي عمر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن قُدامة المقدسي) ا.هـ.

وقال أيضًا [8]:

(شيخنا، الإمام، وحيد العصر، شمس الدِّين، إمام الحنابلة بالشَّام) ا.هـ.

2-الشَّيخ شمس الدِّين أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن نوح بن محمَّد المقدسي الدِّمشقي الشَّافعي (المتوفَّى 654 هـ):

ذَكَرَهُ الإمام النَّووي ثاني مَن أخذ عنه الفقه الشَّافعي قراءةً، وتصحيحًا، وسماعًا، وشرحًا، وتعليقًا.

قال عنه [9]:

(شيخنا، أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن نوح بن محمَّد بن إبراهيم بن موسى المقدسي ثمَّ الدِّمشقي، الإمام، العارف، الزَّاهد، العابد، الورع، المتقن، مفتي دمشق في وقته، رحمه الله) ا.هـ.

3-الشَّيخ شمس الدِّين محمَّد النَّووي (المتوفَّى 656 هـ):

ختم الإمام النَّووي عليه كتاب الله تعالى.

قال عنه [10]: [11]

(الفقيه، شمس الدِّين محمَّد النَّووي، رضي الله تعالى عنه، وعليه قرأتُ الختمة الشَّريفة .. رحمه الله، وإيَّاي، ووالدينا، ومشايخنا، ‌ومَن ‌نفعنا، وأصحابنا، ومَن أسأنا إليه، وسائر المسلمين، آمين) ا.هـ.

4-الشَّيخ جمال الدِّين أبو الفرج عبد الرَّحمن بن سالم بن يحيى الأَنْبَاري الحنبلي (المتوفَّى 661 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: كتاب الحجَّة على تارك المحجَّة للإمام نصر المقدسي، والأربعين البلدانيَّة المتباينة الأسانيد للإمام عبد القادر الرُّهاوي.

قال عنه [12]:

(الشَّيخ، الإمام، الفاضل، جمال الدِّين أبو الفرج عبد الرَّحمن بن سالم بن يحيى الأَنْبَاري، رحمه الله تعالى) ا.هـ.

وقال أيضًا [13]:

(الشَّيخ، الفقيه، المسنِد، أبو محمَّد عبد الرَّحمن بن سالم بن يحيى الأَنْبَاري، رحمه الله) ا.هـ.

5-الشَّيخ عماد الدِّين أبو الفضل عبد الكريم بن عبد الصَّمد بن محمَّد الحَرَسْتَاني الأنصاري الشَّافعي (577 هـ-662 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: جزءًا فيه أحاديث أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله الأنصاري.

قال عنه [14]:

(القاضي، الإمام، بقيَّة المشايخ، أبو الفضل عبد الكريم بن القاضي أبي القاسم عبد الصَّمد بن محمَّد الأنصاري) ا.هـ.

6-الشَّيخ شرف الدِّين أبو محمَّد عبد العزيز بن محمَّد بن عبد المحسن بن محمَّد الأنصاري الدِّمشقي الحموي الشَّافعي (586 هـ - 662 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: مسند الإمام أحمد بن حنبل، وجزءًا فيه أحاديث أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله الأنصاري.

قال عنه [15]:

(الشَّيخ، الإمام، ذو الفنون، شيخ الشُّيوخ، أبو محمَّد عبد العزيز بن القاضي الإمام أبي عبد الله محمَّد بن عبد المحسن بن محمَّد بن منصور الأنصاري) ا.هـ.

وقال أيضًا [16]:

(شيخنا، الإمام، العلَّامة، الرَّئيس، الصَّدر الكبير، شيخ الشُّيوخ، شرف الدِّين أبو محمَّد عبد العزيز بن القاضي الإمام زين الدِّين أبي عبد الله محمَّد بن عبد المحسن بن محمَّد بن منصور الأنصاريُ الشَّافعي الدِّمشقي، رحمه الله ورضي عنه) ا.هـ.

7-الشَّيخ زين الدِّين أبو البقاء خالد بن يوسف بن سعد المقدسي النَّابُلُسِي الدِّمشقي الشَّافعي (585 هـ - 663 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: جزءًا فيه أحاديث أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله الأنصاري، والمحدِّث الفاصل بين الرَّاوي والواعي للإمام الرَّامَهُرْمُزِي، وعمل اليوم واللَّيلة للإمام ابن السُّنِّي، وفضائل شهر رمضان وما فيه الأحكام والعلم وفضل صُوَّامه والتَّغليظ على من أفطر فيه متعمِّدًا من غير عذر للإمام ابن شاهين، والأربعين للإمام الحاكم النيسابوري، والزُّهد والرَّقائق للإمام الخطيب البغدادي، والكمال في أسماء الرِّجال للإمام عبد الغني المقدسي، ومشيخة الإمام أبي اليُمن الكندي تخريج الإمام القاسم بن علي ابن عساكر الدِّمشقي، والأربعين البلدانيَّة المتباينة الأسانيد والرُّباعيَّات للإمام عبد القادر الرُّهاوي، وتاريخ بغداد للإمام الخطيب البغدادي إجازةً، وتاريخ دمشق للإمام ابن عساكر إجازةً.

قال عنه [17]:

(شيخنا، الإمام، الحافظ، أبو البقاء خالد بن يوسف بن سعد المقدسي النَّابُلُسِي الدِّمشقي الشَّافعي، المتفرِّد في وقته بمعرفة الرِّجال، رحمه الله تعالى) ا.هـ.

وقال أيضًا [18]: [11]

(شيخنا، وسيِّدنا، الإمام، الحافظ، زين الدِّين، رضي الله عنه) ا.هـ.

وقال أيضًا [19]:

(حافظ عَصْره، وإمامهم في معرفة أسماء الرِّجال) ا.هـ.

وقال أيضًا [20]:

(كان علَّامة وقته في هذا الفنِّ، مع كمال تحقيقه فيه) ا.هـ.

8-الشَّيخ رضي الدِّين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مُضر بن محمَّد الواسطي (593 هـ-664 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: موطَّأ الإمام مالك بن أنس رواية أبي مصعب الزُّهري، وصحيح الإمام مسلم.

قال عنه [21]:

(الشَّيخ، الأمين، العدل، الرَّضِي أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حفص عمر بن مُضر الواسطي -رحمه الله-) ا.هـ.

وقال أيضًا [22]:

(أمَّا شيخُنا أبو إسحاق: فكان من أهل الصَّلاح، والمنسوبين إلى الخير والفلاح، معروفًا بكثرة الصَّدقات، وإنفاق المال في وجوه المكرمات، ذا عفاف وعبادة ووقار، وسكينة وصيانة بلا استكبار) ا.هـ.

9-الشَّيخ كمال الدِّين أبو محمَّد إسحاق بن خليل بن فارس الشَّيباني الدِّمشقي الشَّافعي (588 هـ - 665 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: معالم السُّنن للإمام الخطَّابي.

قال عنه [23]:

(الشَّيخ، القاضي، الإمام، العالم، كمال الدِّين أبو محمَّد إسحاق بن خليل بن فارس الشَّيباني الشَّافعي، رضي الله عنه) ا.هـ.

10-الشَّيخ شرف الدِّين أبو الفضل محمَّد بن محمَّد بن محمَّد التَّيمي البَكري (590 هـ-665 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: شروط النَّصارى للإمام ابن زَبْر الرَّبَعي، وبذيله: أحاديث عبد الوهَّاب بن أحمد الكِلَابي.

قال عنه [24]:

(الشَّيخ، الأمين، المسنِد، أبو الفضل محمَّد بن محمَّد بن محمَّد التَّيمي البَكري)ا.هـ.

11-الشَّيخ ضياء الدِّين أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن يوسف المرادي الأندلسي المصري الدِّمشقي الشَّافعي (المتوفَّى 667 هـ):

أخذ الإمام النَّووي عنه فقه الحديث، وشرح عليه: صحيح الإمام مسلم، ومعظم صحيح الإمام البخاري، وجملة مستكثرة من الجمع بين الصَّحيحَين للإمام الحُميدي، وروى عنه: فوائد الإمام أبي طالب يحيى بن علي بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِي عن شيوخه، وجواب المتعنِّت على البخاري للإمام ابن القيسراني.

قال عنه [25]:

(إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي، ثمَّ المصري، ثمَّ الدِّمشقي، الفقيه الشَّافعي، الإمام، الحافظ، المتقن، المحقِّق، الضَّابط، الزَّاهد، الورع، الذي لم تَر عيني في وقته مثله، كان رضي الله عنه بارعًا في معرفة الحديث وعلومه، وتحقيق ألفاظه، لا سيما الصَّحيحان، ذا عناية باللُّغة والنَّحو والفقه ومعارف الصُّوفيَّة، حسن المذاكرة فيها، وكان عندي من كبار المسلكين في طرائق الحقائق، حسن التَّعليم، صحبتُهُ نحو عشر سنين لم أر منه شيئًا يكره، وكان من السَّماحة بمحلٍّ عال على قدر وُجده، وأمَّا الشَّفقة على المسلمين ونصيحتهم فقلَّ نظيره فيهما .. جزاه الله عنِّي خيرًا، وجمعني وإياه مع سائر أحبابنا في دار كرامته بفضله ورحمته) ا.هـ.

وقال أيضًا [26]: [11]

(شيخنا وسيِّدنا، الإمام الجليل، والسَّيِّد النَّبيل، الحافظ المحقِّق، والمقتبس المدقِّق، الضَّابط المتقن، والمشفق المحسِن، الورع الزَّاهد، والمجتهد العابد، بقيَّة الحفَّاظ، المفتي، شيخ الأئمَّة والمحدِّثين، ضياء الدِّين أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي)ا.هـ.

12-الشَّيخ بدر الدِّين أبو حفص عمر بن محمَّد بن أبي سعد الكِرْمَاني (570هـ - 668 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: مسند الإمام أبي عوانة الإِسْفَرَايِيني.

قال عنه [27]:

(الشَّيخ الأوحد، بدر الدِّين أبو حفص عمر بن محمَّد الكِرْمَاني) ا.هـ.

13-الشَّيخ كمال الدِّين أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي المقدسي الشَّافعي (المتوفَّى 668 هـ):

ذَكَرَهُ الإمام النَّووي أوَّل مَن أخذ عنه الفقه الشَّافعي قراءةً، وتصحيحًا، وسماعًا، وشرحًا، وتعليقًا.

قال عنه [28]:

(شيخي، الإمام، المتَّفق على علمه، وزهده، وورعه، وكثرة عباداته، وعِظَم فضله، وتميّزه في ذلك على أشكاله، أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي ثمَّ المقدسي، رضي الله عنه وأرضاه، وجمع بيني وبينه وبين سائر أحبابنا في دار كرامته مع من اصطفاه) ا.هـ.

وقال أيضًا [29]:

(وشيخُنا: أبو ابراهيم إسحاق بن أحمد المقدسي، الفقيه، الإمام، الزَّاهد) ا.هـ.

14-الشَّيخ كمال الدِّين أبو الحسن وأبو الفضائل سلَّار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإربلي الحلبي الدِّمشقي الشَّافعي (بعد 600 هـ - 670 هـ):

ذَكَرَهُ الإمام النَّووي رابع مَن أخذ عنه الفقه الشَّافعي قراءةً، وتصحيحًا، وسماعًا، وشرحًا، وتعليقًا.

قال عنه [30]:

(سلَّار بن الحسن أبو الحسن، شيخُنا، الإمام، البارع، المتقن، المحقِّق، المدقِّق، إمام المذهب في عصره، والمرجوع إليه في حلِّ مشكلاته، وتعرّف خفيَّاته، والمتَّفق على إمامته، وجلالته، وفضله، ونزاهته .. توفِّي رحمه الله ليلة الأحد السَّابع من جمادى الآخرة سنة سبعين وستمائة بدمشق، ودُفن بباب الصَّغير عند الشُّهداء، وحَضرتُ غسله، فرأيتُ عليه أُنس الأحياء ونور الأولياء) ا.هـ.

وقال أيضًا [31]:

(شيخنا، [الإمام، العالم] [32] أبو الحسن سلَّار بن الحسن الإربلي ثمَّ الحلبي ثمَّ الدِّمشقي، المجمع على إمامته، وجلالته، وتقدُّمه في علم المذهب على أهل عصره بهذه النَّواحي، رضي الله عنه) ا.هـ.

وقال أيضًا [33]: [11]

(شيخنا، وسيِّدنا، الشَّيخ كمال الدِّين سلَّار، حفظه الله تعالى) ا.هـ.

وقال أيضًا [34]: [11]

(شيخنا، قاضي الإسلام، كمال الدِّين سلَّار، رضي الله تعالى عنه) ا.هـ.

15-الشَّيخ تقي الدِّين أبو محمَّد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليُسر شاكر بن عبد الله التَّنُوخِي الدِّمشقي الشَّافعي (589 هـ - 672 هـ):

روى الإمام النَّووي عنه: سنن الإمام أبي داود السِّجِسْتاني، وسنن الإمام النَّسائي بقراءته عليه، وجزءًا فيه من حديث الإمام وكيع بن الجرَّاح الرُّوَاسي، والجزء الثَّاني من أمالي الإمام أبي الحُسين محمَّد بن أحمد بن إسماعيل بن عَنْبَس ابن سمعون الواعظ، والجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع، واقتضاء العلم العمل كلاهما للإمام الخطيب البغدادي، والمستقصى في فضل المسجد الأقصى للإمام القاسم بن علي ابن عساكر الدِّمشقي.

قال عنه [35]:

(الشَّيخ، الرَّئيس، الفاضل، أبو محمَّد إسماعيل بن الشَّيخ الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن أبي اليُسر شاكر بن عبد الله التَّنُوخي الدِّمشقي الشَّافعي، رضي الله عنه) ا.هـ.

وقال أيضًا [36]:

(شيخنا، الإمام، العالم، الرَّئيس، تقي الدِّين أبو محمَّد إسماعيل بن الإمام العالم بهاء الدِّين أبي إسحاق إبراهيم بن تقي الدِّين أبي اليُسر شاكر بن عبد الله التنوخي الشَّافعي الدِّمشقي .. رضي الله عنه) ا.هـ.

16-الشَّيخ جمال الدِّين أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطَّائي الجَيَّاني الشَّافعي (600 هـ - 672 هـ):

أخذ الإمام النَّووي عنه علم النَّحو واللُّغة.

قال عنه [37]:

(سيِّدنا، وشيخنا، الإمام، العالم، العلَّامة، حُجَّة العرب، مالك أزمَّة الأدب، أوحد العلماء، سيِّد الفضلاء، جمال الدِّين، أمدَّ الله في عمره) ا.هـ.

وقال أيضًا [38]:

(شيخُنا أبو عبد الله ابن مالك، إمام العربيَّة في زماننا بلا مدافعة) ا.هـ.

وقال أيضًا [39]:

(شيخُنا جمال الدِّين ابن مالك رضي الله تعالى عنه، وهو إمام أهل اللُّغة والأدب في هذه الأعصار بلا مدافعة) ا.هـ.

وقال أيضًا [40]:

(شيخُنا جمال الدِّين ابن مالك، إمام أهل الأدب في وقته بلا مدافعة رضي الله تعالى عنه .. مع شدَّة معرفته، وتحقيقه، وتمكُّنه، واطِّلاعه، وتدقيقه) ا.هـ.

17-الشَّيخ عز الدِّين أبو حفص عمر بن أسعد بن أبي غالب الرَّبَعي الإربلي الشَّافعي (675 هـ):

ذَكَرَهُ الإمام النَّووي ثالث مَن أخذ عنه الفقه الشَّافعي قراءةً، وتصحيحًا، وسماعًا، وشرحًا، وتعليقًا.

قال [41]: [11]

(شيخنا، وسيِّدنا، الإمام، الفاضل، والعلَّامة، البارع، عزّ الدِّين أبا حفص عمر بن أسعد بن أبي غالب الإربلي، المفتي، الشَّافعي، رحمه الله) ا.هـ.

وقال أيضًا [42]: [11]

(شيخي، وسيِّدي، الإمام، العلَّامة، المفتي، المدقِّق، المتقن، مجموع أنواع المحاسن، عزّ الدِّين أبا حفص عمر بن أسعد بن أبي غالب الإربلي الشَّافعي، رضي الله عنه) ا.هـ.

18-الشَّيخ تقي الدِّين أبو عبد الله محمَّد بن الحسين ابن رَزِين العامري الحموي الشَّافعي (603 هـ-680 هـ):

عرض الإمام النَّووي عليه مواضع من كتاب (التَّنبيه) امتحنه فيها.

قال عنه [43]:

(الشَّيخُ تقي الدِّين ابن رَزِين، حفظه الله، ورضي عنه) ا.هـ.

19-الشَّيخ شرف الدِّين أبو إسماعيل محمَّد بن إبراهيم بن صرى:

قال [44]: [11]

(شيخنا، وسيِّدنا، الإمام، الصَّالح، العارف، بقيَّة شيوخ الطَّريقة، شرف الدِّين أبا إسماعيل محمَّد بن إبراهيم بن صرى بن ‌هرماس بن نجَّار بن عقيل بن جابر بن حكام بن حكمة بن يوسف بن جعفر الطَّيَّار بن أبي طالب) ا.هـ.

***

وفيما تقدَّم من العبارات والمقولات عدَّة فوائد، منها:

1-أنَّنا تعرَّفنا على بعض شيوخ الإمام النَّووي الذين لم يُذكروا ضمنهم في كتب التَّراجم والطَّبقات أو لم نقف لهم على ترجمة.

2-أنَّها تبيِّن لنا جانبًا عظيمًا من أدب الإمام النَّووي مع شيوخه.

3-أنَّها تُثري ترجمة هؤلاء الأئمَّة الأعلام، وتُضيف إليها ما لم يُذكر فيها، خصوصًا مع عناية بعض أهل العلم بذِكر ثنائه عليهم [45].

4-أنَّها تحثُّنا على التَّأسِّي به في مثل هذا الأدب الجليل مع شيوخنا ومعلِّمينا، جزاهم الله عنَّا خير الجزاء.

هذا والله أعلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

-------

[1] (إرشاد طلاب الحقائق) (1/515)، ونحوه في (التَّقريب والتَّيسير) (ص 82).

[2] (المجموع في شرح المهذَّب) (1/36)، ونحوه في (التِّبيان في آداب حملة القرآن) (ص 47).

[3] (مشيخة قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جماعة) (1/314)، و(معجم الشُّيوخ الكبير) (1/375) للذَّهبي.

[4] (التَّلخيص شرح الجامع الصَّحيح للبخاري) (1/243)، ونحوه في (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة) [22/أ] بخطِّه.

[5] (الإملاء) (ص 138).

[6] (التَّرخيص في الإكرام بالقيام) (ص 29).

[7] (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة) [21/أ] كما بخطِّه.

[8] (التَّلخيص) [38/أ] كما بخطِّه.

[9] (تهذيب الأسماء واللُّغات) (1/85).

[10] (بستان العارفين) (ص 217-218).

[11] وَرَدَت هذه المقولة وغيرها بعد بابٍ لم أقف عليه إلَّا في نُسخة خطِّيَّة وحيدة لكتاب (بستان العارفين)، وذَكَرَ ناسخها أنَّه رأى ما زادَهُ في آخرها بخطِّ الإمام النَّووي، ومَن نَظَرَ ما فيه مِن مفردات وحكايات مؤرَّخة مرويَّة سماعًا من جُلِّ شيوخه المعروفين فإنَّه سَيَمِيلُ إلى صحَّة نسبتها إليه، لكن لا يمكن الجزم بكونها قطعة من الكتاب؛ لتفرُّد هذه النُّسخة بها -التي لا يُعرف ناسخها ولا تاريخ نسخها له- من بين سائر نُسخِهِ المتوفِّرة لدينا، وكذلك نصّ ناسخها مرَّتين أنَّه رآها بخطِّه تعليقًا في مواضع متفرِّقة، والله أعلم.

[12] (التَّرخيص) (ص 84)، ونحوه في (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة) [42/أ] كما بخطِّه.

[13] (بستان العارفين) (ص 150، 157).

[14] (بستان العارفين) (ص 136).

[15] (بستان العارفين) (ص 136).

[16] (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة) [34/ب] كما بخطِّه.

[17] (التَّرخيص في الإكرام بالقيام) (ص 83).

[18] (بستان العارفين) (ص 213).

[19] (تهذيب الأسماء واللُّغات) (2/668).

[20] (التِّبيان في آداب حملة القرآن) (ص 231).

[21] (شرح صحيح مسلم) (1/329).

[22] (شرح صحيح مسلم) (1/330-331).

[23] (التَّرخيص) (ص 36).

[24] (بستان العارفين) (ص 138).

[25] (طبقات الفقهاء الشَّافعيَّة) (1/311).

[26] (بستان العارفين) (ص 222)، وانظر: (ص 139).

[27] (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة) [42/ب] كما بخطِّه.

[28] (تهذيب الأسماء واللُّغات) (1/84-85).

[29] (المجموع) (6/390) وهو يسمِّي بعض الأعلام من السَّلف والخلف ممَّن صام الدَّهر غير أيَّام النَّهي الخمسة العيدان والتَّشريق.

[30] (طبقات الفقهاء الشَّافعيَّة) (1/476).

[31] (تهذيب الأسماء واللُّغات) (1/85).

[32] ما بين المعقوفتين زيادة من (تحفة الطالبين) (ص 54).

[33] (بستان العارفين) (ص 215).

[34] (بستان العارفين) (ص 221).

[35] (التَّرخيص) (ص 33).

[36] (تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة) [32/ب] كما بخطِّه.

[37] (سؤالاته له ص 305-مجلَّة الحكمة).

[38] (المجموع) (4/79).

[39] (تهذيب الأسماء واللُّغات) (3/108).

[40] (تهذيب الأسماء واللُّغات) (3/449).

[41] (بستان العارفين) (ص 215).

[42] (بستان العارفين) (ص 224)، وانظر:(تهذيب الأسماء واللُّغات) (1/85).

[43] (رؤوس المسائل) (ص 195، 200).

[44] (بستان العارفين) (ص 214).

[45] كما في (مشيخة قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جماعة) (1/314)، و(معجم الشُّيوخ الكبير) (1/375) للذَّهبي في ترجمة: عبد الرحمن بن أبي عمر ابن قدامة المقدسي، و(طبقات الشَّافعية) (2/102، 109) لابن قاضي شهبة في ترجمة: إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي المقدسي، وعبد الرَّحمن بن نوح بن محمَّد المقدسي، و(تاريخ الإسلام) (15/139-140) للذَّهبي، و(الوافي بالوفيَّات) (6/52) للصَّفدي، و(المقفى الكبير) (1/153) للمقريزي، و(المنهل الصَّافي) (1/135-136) لابن تغري بردي في ترجمة: إبراهيم بن عيسى بن يوسف المرادي، و(طبقات الشَّافعية الكبرى) (8/149) للتَّاج السُّبكي في ترجمة: سلَّار بن الحسن بن عمر الإربلي، وذكر ابن كثير (طبقات الشَّافعيين) (ص 889)، وابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية) (2/133) أنَّه أثنى عليه ثناء حسنًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق