همسات تربوية مع عام دراسي جديد .. !
بقلم : عبد الله الحسيني
لابد أن نتذكّر مع بداية
كل عام دراسي جديد قول معلّمنا الأول صلى الله عليه وآله وسلم : (كلكم راعٍ ،
وكلكم مسؤول عن رعيته) ، فمع تجدّد العام الدراسي ، تتجدد مسؤولية مَن هم في ميادين
التربية والتعليم ، فهناك الوزير ، وهناك المدير ، وهناك المعلم ، وهناك ولي الأمر
، وهناك الطالب ، وإذا أدرك كل واحد من هؤلاء حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على
عاتقه ، فإنه سيسعى جاهدًا لتحقيق الغايات التعليمية النبيلة ، فإليهم أهدي هذه
الهمسات .
أيها المعلم المربّي :
أولاً : أخلص نيتك لله
وحده في سائر عملك وحياتك ، فمهما بلغت رقابة البشر عليك ، ضع رقابة الله دائمًا
نصب عينيك .
ثانيًا : كن قدوة صالحة
في خُلُقك وسلوكك وسائر أمورك ، بحيث يتفق مقالك مع حالك .
ثالثًا : اغرس حبّ العلم
وأهله في قلوب طلابك ، بترغيبهم في العلم بشتى الطرق والأساليب المتجددة ،
وتعويدهم على القراءة والاطلاع والبحث لا سيما سير العلماء والعظماء والمصلحين .
رابعًا : طيّب منطقك ،
فلا يسمع منك طلابك إلا خيرًا ، فإن الكلمات الطيبة تصنع الأعاجيب في النفوس ، وتؤثر
فيها بالغ الأثر .
خامساً : حسّن معاملتك مع
طلابك ، وذلك باحترامهم وتقديرهم ، والاهتمام بشؤونهم ، والعدل بينهم ، والتواضع
لهم ، والصبر عليهم ، وتعزيزهم عندما يستحقون ذلك ، والحكمة في معالجة عثراتهم ،
والرعاية الجادة بالموهوبين والمتميزين ، والنهوض بالمتعثرين ، مع ضرورة تقييم أدائك
بشكل مستمر بالاشتراك مع إدارتك وزملائك وطلابك .
سادسًا : جمّل مظهرك بما
لا يخرج عن حد الاعتدال ، فذلك أدعى للقبول والتقدير والاحترام .
أيها الطالب العزيز :
أولاً : أخلص نيتك لله
وحده في طلبك للعلم ، واجعل غايتك خدمة دينك ووطنك وأمتك .
ثانيًا : استعن بالله
دومًا ، فإنك إن تعرَّفت إليهِ في الرخاءِ واليُسر ، يعرِفكَ سبحانهُ عندَ الشِّدة
والضيق ، واتق الله حيثما كنت .
ثالثًا : اعلم بأن العِلمَ
بالتعلُّم، والتفوُّقَ بالجِدِّ والاجتهاد، والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة .
رابعًا : احترم معلميك
غاية الاحترام ، فالأدب مفتاح العلم وأساس الطلب .
خامسًا : رافق جليسًا
صالحًا مُصلحًا يدلك على الخير ويعينك عليه .
سادسًا : استثمر وقت
فراغك قدر الإمكان بكل نافع ومفيد .
أيها الولي الكريم :
أولاً : عظّم أمر الله في
نفوس أبنائك وبناتك ، وازرع فيهم قيمة المراقبة حتى يعبدوا الله خوفًا وطمعًا .
ثانيًا : اغرس في أولادك محبة
العلم والمعرفة ، وذكّرهم بثمرة الصبر واحتساب الأجر في الدراسة ، وبين لهم أن هدف
التعليم هو النهوض بالدين والأمة .
ثالثًا : علّم أولادك احترام
المعلم وتوقيره والاستفادة منه والأدب معه والصبر عليه والدعاء له أيَّا كان ذلك
المعلم وأينما كان .
رابعًا : ربِّ أولادك على
مكارم الأخلاق ، ولاحظ سلوكياتهم ، وصوِّب خطأهم ، وعزّز صوابهم وكافئهم .
خامسًا : كن قريبًا من أولادك
، واستمع لآرائهم ، وتفقد حاجياتهم ، وراقب سيرهم ونهجهم العلمي والفكري ، وتأكد
من جلسائهم .
سادسًا : أشغل أوقاتهم
بالنافع المفيد بما ينمي مواهبهم ويلبي طموحهم .
أيها المدير القائد :
أولاً : اجعل علاقتك
بفريقك الإداري والتعليمي والطلابي قائمة على الأخوّة والود والاحترام والشفافية والمرونة
والثقة المتبادلة ، وأظهر لهم هذه الثقة .
ثانياً : اجمع بين الحلم
والحزم ، وبين اليقظة والثقة ، وبين الضبط الإداري والمرونة في التطبيق ، وعالج العثرات
بحكمة وعقلانية ورويّة .
ثالثاً : أشعر فريقك دومًا
بأهميته ، وارفع من معنوياته ، وراع فروقه الفردية ، وشجعه باستمرار ، واشكره على
جهوده ، وادعم مشاريعه ، وكافئه على إنجازاته ، وساهم في النهوض بالمتعثر ، وناضل
من أجل فريقك بعلم وعدل بكل ما أوتيت من قوة .
رابعًا : درّب فريقك على
أن يقدموا لك الحلول ، وألا يكتفوا بمجرد عرض المشكلات .
خامسًا : أشرك فريقك في معلوماتك
ومهامّك وقراراتك وتقييم أدائك ، واصنع من مدرستك أسرة صالحة متماسكة بمعلميها
وإدارييها وطلابها .
سادسًا : كن قدوة صالحة
في أدائك وعملك ، وساعد من معك حتى يكونوا قادة مؤثرين في شتى الميادين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق