الثلاثاء، 6 أبريل 2021

التِّبيان لما سمعه الإمام النَّووي أو قُرئ عليه أو صنَّفه في شهر رمضان

 

التِّبيان لما سمعه الإمام النَّووي أو قُرئ عليه أو صنَّفه في شهر رمضان

بقلم: عبد الله بن محمَّد سعيد الحسيني 

الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فإنَّ إحياء مجالس العلم النَّافع قراءةً وسماعًا وتعلُّمًا وتعليمًا، والاشتغال بالتَّحصيل والإفادة والتَّصنيف؛ نصيحةً لعامَّة المسلمين، يُعدُّ من أسمى مراتب الجُود في شهر رمضان المبارك، اقتداءً بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي كان (أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ) [متَّفق عليه].

ومن النَّماذج المشرقة التي وقفتُ عليها في هذا الباب: الإمام أبو زكريَّا محيي الدِّين يحيى بن شرف بن مِرَى الحِزَامي النَّووي الدِّمشقي (631 هـ-676 هـ) [1] رحمه الله تعالى وإيَّانا، الذي حضر مجالس علميَّة خلال شهر رمضان الفضيل، وأقام فيه مجالس قراءة وسماع لمصنَّفاته، وابتدأ فيه أو فرغ من تأليف بعض مصنَّفاته القيِّمة.

أوَّلًا: من المجالس العلميَّة التي حضرها في شهر رمضان المبارك:

مجلسٌ في سماع (كتاب فضائل شهر رمضان وما فيه الأحكام والعلم وفضل صُوَّامه والتَّغليظ على من أفطر فيه متعمِّدًا من غير عذر) [2] للإمام أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين (المتوفَّى 385هـ):

فقد سَمِعَ هذا الكتاب مع جماعة يوم الثُّلاثاء الخامس من شهر رمضان المبارك سنة 662 هـ في مجلسٍ واحدٍ بجامع دمشق على: الشَّيخ أبي البقاء زين الدِّين خالد بن يوسف بن سعد المقدسي النَّابُلُسِي الدِّمشقي (585 هـ - 663 هـ)، ورواه عنه بسنده المتَّصل إلى المصنِّف.

مجاميع المدرسة العمريَّة بالظَّاهريَّة، رقم (20)، [203/أ] بخطِّ أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري

ثانيًا: من مجالس العلم والقراءة والسَّماع لمصنَّفاته التي أقامها في هذا الشَّهر المبارك:

1-مجلس سماع لكتابه «الأربعين في مباني الإسلام وقواعد الأحكام»:

فقد قرأ العلَّامة أبو الحسن علاء الدِّين علي بن إبراهيم بن داود ابن العطَّار الدِّمشقي (المتوفَّى 724هـ) على شيخه الإمام النَّووي جميع كتابه: «الأربعين في مباني الإسلام وقواعد الأحكام» -وهو ذائع الصِّيت المعروف بـ: «الأربعين حديثًا النَّوويَّة»-، وذلك يوم الثُّلاثاء 12 من شهر رمضان المبارك سنة 673 هـ، فحبَّر له طبقة سماع نفيسة مقرونة بالإجازة [3]، إليكم صورة عنها ونصّها بحروفها:

مكتبة المسجد الأقصى، رقم (62) (ف 95)، [35/أ] بخطِّ عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللَّطيف الدُّقَيقِي نقل الطَّبقة من خطِّ الإمام النَّووي وبذيلها طبقة سماع بخطِّ ابن العطَّار للدُّقَيقِي

[نصُّ طبقة السَّماع التي كتبها الإمام النَّووي لتلميذه العلاء ابن العطَّار

يوم الثُّلاثاء 12 رمضان 673هـ]

«قَرأَ عَلَيَّ جميعَ هذا الجُزء، صاحبُهُ، كاتبُهُ: الفقيهُ، الفاضلُ، المُحصِّلُ: علاءُ الدِّين، أبو الحَسن، عليُّ بن إبراهيم بن داود الدِّمشقي، المعروف بابن العَطَّار الشَّافعي، وفَّقهُ الله لطاعتهِ، وتولَّاهُ بكرامتهِ، وزيَّنه بالتَّقوى، وجَمعَ لهُ خيراتِ الآخرةِ والدُّنيا، قِراءةً مُجوَّدةً، مُهذَّبةً.

وأَنا مُقابل بنُسختي مَعَهُ، في مجلسٍ واحدٍ، يوم الثُّلاثاء الثَّاني عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وستّمائة بالمدرسة الرَّوَاحِيَّة بدمشق، حمَاهَا الله.

وأَجزتُ لهُ رواية كُلّ ما يجوزُ لي تَسميعُهُ.

كَتَبَهُ، مؤلِّفُهُ:

يحيى بن شَرَف بن مِرَا [4] بن حَسن بن حُسين بن [محمَّد] [5] بن حِزام النَّواوي، عفا الله عنه، في التَّاريخِ المذكورِ.

والحمد لله ربِّ العالمين.

اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ، وعلى آل محمَّدٍ، وسلِّم«.

2-مجلس سماع لكتابه «رياض الصَّالحين»:

فقد سمع العلَّامة علي ابن العطَّار على شيخه الإمام النَّووي جميع كتابه: «رياض الصَّالحين»، بسماعه لبعضه بقراءة الشَّيخ شهاب الدِّين أحمد بن يحيى المالقي، وبقراءته لباقيه، وسمعه جماعة كاملًا، وآخرون بفوات، وذلك في مجالس آخرها: 28 من شهر رمضان سنة 674 هـ، وكتب ابن العطَّار طبقة سماعه عليه -كما في نسخةٍ خطِّيَّة منقولة عن نسخة عبد الله بن أحمد بن خليل البانياسي الشَّافعي عن نسخة العلَّامة علي ابن العطَّار التي سمعها وقرأها على المصنِّف، ثمَّ أقرأها بدار السُّنَّة النُّوريَّة بمدينة دمشق-، وإليكم صورة عنها ونصّها بحروفها:

مكتبة حسين باشا أمجازاده، رقم (279)، [168/ب]

[نصُّ صورة طبقة سماع رياض الصَّالحين على الإمام النَّووي كتبها ابن العطَّار في 28 رمضان 674 هـ]

«الحمد لله ربِّ العالمين.

سمعتُ جميع هذا الكتاب -وهو: «رياض الصَّالحين«- من أوَّله إلى باب بيان جماعة من الشُّهداء، بقراءة: الفقيه شهاب الدِّين أحمد بن يحيى بن علي بن أحمد المالقي، والباقي بقراءتي على مصنِّفه شيخنا وسيِّدنا الإمام العالم الرَّباني شيخ الإسلام مفتي الشَّام ناصر السُّنة أبي زكريَّا يحيى بن شرف بن مِرَا النَّووي، أعاد الله علينا بركته.

وسمعه جماعة كاملًا، وآخرون بفوات.

وصحَّ ذلك في مُدَّة آخرها: الثَّامن والعشرين من شهر رمضان المعظَّم سنة أربع وسبعين وستمائة بدمشق المحروسة.

كَتَبَهُ:

علي بن إبراهيم بن داود الشَّافعي، عُرف بابن العطَّار، عفا الله عنهم«.

ثالثًا: من مصنَّفاته القيِّمة التي ابتدأها أو فرغ منها في هذا الشَّهر المبارك:

1-«إرشاد طلَّاب الحقائق إلى معرفة سنن سيِّد الخلاق صلَّى الله عليه وسلَّم» المعروف اختصارًا بـ:«الإرشاد»:

التَّقريب والتَّيسير، مكتبة تشستربيتي، رقم (3271) [38/أ]

فرغ من تصنيفه: ظهر يوم السَّبت 11 رمضان سنة 663 هـ.

قال الإمام النَّووي: (فرغتُ منه: الظُّهر يوم السَّبت حادي عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وستمائة بالمدرسة الرَّواحيَّة بدمشق، حماها الله وصانها وسائر بلاد الإسلام، أجزتُ رواية هذا الكتاب عنِّي لجميع المسلمين، أجزتُ روايته لجميع المشتغلين بعلم الحديث أو سماعه، أجزتُ روايته لجميع المشتغلين بالفقه من الطَّوائف، كتبه مصنِّفه: يحيى بن شرف النَّواوي، وتلفَّظ بالإجازة، عفا الله عنه، وذلك يوم الخميس الثَّاني والعشرين من شعبان سنة خمس وستين وستمائة) ا.هـ، كما بخطِّ الشَّيخ القاضي شمس الدِّين محمَّد بن عيسى بن محمود ابن المجد البعلي الشَّافعي (المتوفَّى 730 هـ)، عن حاشية بخطِّ المصنِّف على كتابه (الإرشاد) المختصر منه كتاب (التَّقريب والتَّيسير).

2-«تلخيص شرح الأحاديث النَّبويَّة وإيضاح حِكَمها واستنباط معانيها البارزة والخفيَّة» التي تضمَّنها صحيح الإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاري:


بخطِّ الإمام النَّووي

ابتدأ تصنيفه: يوم الاثنين 16 رمضان سنة 664 هـ.

وفرغ من جزئه الأوَّل وابتدأ في جزئه الثَّاني: يوم الاثنين 23 رمضان سنة 664 هـ.

قال الإمام النَّووي -كما بخطِّه-: (ابتدأتُ في جمع هذا الكتاب: يوم الاثنين السَّادس عشر من شهر رمضان سنة أربع وستين وستمائة) ا.هـ.

ثمَّ قال في آخر الجزء الأوَّل منه: (فرغ منه جامعه يحيى النَّواوي عفا الله عنه: يوم الاثنين الثَّالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستين وستمائة) ا.هـ.

ثمَّ قال في أوَّل الجزء الثَّاني منه: (ابتدأتُ في هذا الجزء: يوم الاثنين الثَّالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستين وستمائة) ا.هـ.

3-«حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدَّعوات والأذكار المستحبَّة في اللَّيل والنَّهار» المعروف اختصارًا بـ:«الأذكار»:

مكتبة عاطف أفندي، رقم (1524)، [1/أ] بخطِّ الجمال داود ابن العطَّار

ابتدأ تصنيفه: يوم الخميس 24 رمضان سنة 666 هـ.

قال الإمام النَّووي: (ابتدأتُ فيه: يوم الخميس الرَّابع والعشرين من شهر رمضان سنة ست وستين وستمائة) ا.هـ، كما بخطِّ تلميذه المجاز منه الشَّيخ أبي سليمان جمال الدِّين داود بن إبراهيم ابن العطَّار (المتوفَّى 752 هـ)، نقلًا عن نسخة أخيه العلَّامة العلاء علي ابن العطَّار (المتوفَّى 724 هـ) التي قابلها مع المصنِّف ونسخته، وأجازه.

4-«منهاج الطَّالبين»:

مكتبة آل عبد القادر بالأحساء، رقم (88/أ)، [158/ب]

مكتبة الفاتح، رقم (2184)، [178/ب]

فرغ من تصنيفه: يوم الخميس 19 رمضان سنة 669 هـ.

وُجد على نسخة المصنِّف: (قال مختصره يحيى: فرغتُ منه يوم الخميس التَّاسع عشر من شهر رمضان سنة تسع وستين وستمائة) ا.هـ.

ورآه كذلك بخطِّه في آخر الكتاب: الإمام ابن الملقِّن في «عمدة المحتاج إلى شرح المنهاج» (1/229)، والحافظ السُّيوطي في «المنهاج السَّوي» (ص 68)، والحافظ السَّخاوي في «المنهل العذب الرَّوي» (ص 76).

5-«رياض الصَّالحين من كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سيِّد العارفين»:

مكتبة آيا صوفيا، رقم (1835)، [261/ب] بخطِّ الجمال داود ابن العطَّار

فرغ من تصنيفه: يوم الاثنين 4 رمضان سنة 670 هـ.

قال الإمام النَّووي: (فرغتُ منه: يوم الاثنين رابع [6] شهر رمضان سنة سبعين وستمائة) ا.هـ، كما بخطِّ تلميذه المجاز منه الشَّيخ أبي سليمان جمال الدِّين داود بن إبراهيم ابن العطَّار (المتوفَّى 752 هـ)، نقلًا عن نسخة أخيه العلَّامة العلاء علي ابن العطَّار (المتوفَّى 724هـ) التي قابلها مع المصنِّف ونسخته، وأجازه.

6-«الإيجاز في المناسك»:



مكتبة الإمام نور الدِّين السَّالمي، رقم (AS 60)

فرغ من تصنيفه: في أواخر شهر رمضان سنة 670 هـ.

قال الإمام النَّووي: (فرغتُ منه: في أواخر شهر رمضان سنة سبعين وستمائة) ا.هـ.

***

تنبيه:

قال الجلال السُّيوطي في (المنهاج السَّوي في ترجمة الإمام النَّووي) (ص 64) أثناء حديثه عن كتاب (روضة الطَّالبين ومنهاج المفتين): (ورأيتُ بخطِّه فيها أنَّه ابتدأ في تأليفها: يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ست وستِّين وستمائة) ا.هـ.

قلتُ: هذا وَهْمٌ منه رحمه الله تعالى في نقْل الشَّهر، والصَّحيح أنَّه ابتدأ فيه يوم الخميس 25 من شهر شعبان سنة 666 هـ، كما نَقَلَ ذلك ناسخ (الرَّوضة) عبد الكريم بن أبي بكر بن محمَّد بن محمَّد الشَّافعي من خطِّ المصنِّف وأصله في نسخته المحفوظة في المكتبة الظاهرية رقم (2152) [1/أ]، وجاء في نسخة محفوظة منه في مكتبة آيا صوفيا رقم (1188) [1/أ]، وهي مقابلة بنسخة قوبل أصلها بنسخة المصنِّف، وورد هذا التَّاريخ بعينه في قيد سماع لكتاب (المجموع) عليه منقول عن خطِّه، ويرجِّح ذلك أنَّ الخامس والعشرين من رمضان تلك السَّنة لا يقع إلَّا يوم الجمعة، بخلافه في شهر شعبان الذي يوافق الخميس، والله أعلم.

روضة الطالبين، المكتبة الظاهرية، رقم (2152) [1/أ]

روضة الطالبين، مكتبة آيا صوفيا، رقم (1195) [247/أ]

المجموع، مكتبة آيا صوفيا، رقم (1295) [243/أ]

***

وهكذا ينبغي للمُسلِم الموفَّق أن يغتنم جميع أوقاته بالعلم النَّافع والعمل الصَّالح لا سيَّما في المواسم المفضَّلة، كما كان شأن علمائنا الرَّبَّانيِّين، جزاهم الله تعالى عنَّا خير الجزاء.

نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل سائر أيَّامنا وشهورنا عامرةً بذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجود علينا بما ينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا، وأن ينفع بنا ويجري الخير على أيدينا، بمنِّه وفضله وجوده وكرمه وإحسانه.

والحمد لله ربِّ العالمين.

---------------------------------------------

[1] أفرده جماعة من المتقدِّمين والمتأخِّرين بالتَّرجمة في تصنيفٍ مستقلٍّ، كـ: «تحفة الطَّالبين في ترجمة شيخنا الإمام النَّووي محيي الدِّين« لتلميذه الخاص ابن العطَّار، وهو عُمدة كل من أتى بعده، و«ترجمة الشَّيخ محيي الدِّين يحيى الحزامي النَّووي الدِّمشقي الشَّافعي« لتقي الدِّين اللَّخْمي، و«بغية الرَّاوي في ترجمة الإمام النَّواوي« لابن إمام الكامليَّة، و«المنهاج السَّوي في ترجمة الإمام النَّووي« للسُّيوطي، و«المنهل العذب الرَّوي في ترجمة قطب الأولياء النَّووي« للسَّخاوي، و«الإمام النَّووي« لعلي الطَّنطاوي، و«الإمام النَّووي شيخ الإسلام والمسلمين وعمدة الفقهاء والمحدِّثين وصفوة الأولياء والصَّالحين« لعبد الغني الدقر، و«الإمام النَّووي وأثره في الحديث وعلومه« لأحمد الحداد، و«الإمام النَّووي شيخ المحدِّثين والفقهاء« لكامل عويضة، أما من ترجم له ضمن كتاب من غير إفراد، فـ (استيفاء الكلام في هذا المعنى يَعسُر) ا.هـ كما نصَّ السَّخاوي في «المنهل العذب الروي« (ص 198).

[2] من المؤسف حقًّا أنَّ النُّسخة الخطِّيَّة أعلاه لهذا الكتاب تتضمَّن سماعات نفيسة أغفلتها جميع الطَّبعات.

[3] من المصادفات أنَّ الذي نقل لنا هذه الطَّبقة -وهو الشَّيخُ مجد الدِّين عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللَّطيف الدُّقَيقِي الواسطي، نقلها من خطِّ الإمام النَّووي على نسخة علي ابن العطَّار- قد فرغ من نَسخِهِ لكتاب: «الأربعين حديثًا النَّووية» في يوم السَّبت 3 رمضان سنة 706 هـ، وقرأ جميعه على شيخه ابن العطَّار، وقابله بأصله المسموع على الإمام النَّووي، في مجلس واحد يوم الأحد 14 رمضان سنة 706 هـ، وأجازه بجميع ما يجوز له روايته.

[4] (مِرَى، مِرَا): بكسر الميم، وفتح الرَّاء الـمُهملة المخفَّفة، بعدها ألِف مقصورة تارةً، وألِف ممدودة تارةً أُخرى، وهو الضَّبط الصَّحيح لاسم جدِّه الذي لا يحتمل غيره، كما فصَّلتُ ذلك في مقالة مُفردة بعنوان: (رفع المِرَا عن ضبط اسم جَدِّ الإمام النَّووي: مِرَا).

[5] في الأصل (محمود)، والمثبت أعلاه بين معقوفتين هو الصَّواب كما بخطِّ تلميذه العلاء ابن العطَّار في نسخه لكتاب «روضة الطَّالبين»، و«تحفة الطَّالبين» (ص 39).

[6] هذا هو التَّاريخ الصَّحيح الذي وصلنا بخطِّ تلميذه المجاز منه الجمال داود بن إبراهيم ابن العطَّار نقلًا عن نسخة أخيه العلَّامة العلاء علي التي قابلها مع المصنِّف ونسخته وأجازه، وهو المطابق لليوم والتَّاريخ من السَّنة، أمَّا ما ورد في بعض النُّسخ الخطِّيَّة -مثل: نسخة مكتبة حسين باشا أمجازاده، رقم (279)، [168/ب]، ونسخة مكتبة قليج علي باشا، رقم (702)، [202/أ]، ونسخة مكتبة آيا صوفيا، رقم (1836)، [232/ب]، وغيرها- أنَّه فرغ منه في الرَّابع عشر، فهو غلطٌ بيقين، تصحَّفَت فيه (شهر) إلى (عشر)، ويرجِّح ذلك أنَّ الرَّابع عشر من رمضان تلك السَّنة لا يقع إلَّا يوم الخميس، بخلاف الرَّابع منه الذي يوافق الاثنين، وهو اليوم المتَّفق عليه بين سائر النُّسخ، والذي أوقعهم في هذا التَّصحيف هو الاختلاط بين (شهر) و(عشر)، فَهُمَا متشابهتان من حيث الرَّسم وعدد الحروف وشكلها، والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق